شهدت العمليات العسكرية في قطاع غزة تركيزاً على محور نتساريم، الذي يفصل بين شمال القطاع ووسطه وجنوبه، بالإضافة إلى المنطقة الشرقية لمدينة رفح جنوباً، والتي تمتد لمسافة 3 كيلومترات من السياج الحدودي. وتشير التقارير إلى أن سير المعارك في رفح محدود، مع تركيز الهجمات على جبهة ضيقة شرق المدينة الحدودية مع مصر.
يُعتقد أن الهجمات العسكرية في رفح تستهدف بالدرجة الأولى زيادة الضغط السياسي خلال مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بدلاً من تحقيق أهداف عسكرية. يُشير الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إلى أن القصف المكثف للبنايات العالية في رفح يهدف إلى منع استخدام المباني هذه من قبل المقاومة في أعمال الرصد والمراقبة والقنص للقوات الإسرائيلية.
ويتبع الاحتلال استراتيجية حذرة في تقدمه في المنطقة، حيث يسعى إلى تأمين المناطق المجاورة بين مدينتي خان يونس ورفح قبل تعميق العملية، التي تشمل القتال في الأرض وتحتها. وقد كثفت فصائل المقاومة في غزة عمليات القصف بقذائف الهاون والصواريخ القصيرة المدى على القوات الإسرائيلية في محور نتساريم، بهدف إلحاق خسائر كبيرة وإجبارها على الانسحاب.
وبشأن قرار وزير الدفاع الأميركي تعليق إرسال 3500 قنبلة إلى إسرائيل، لا يتوقع الفلاحي أن يؤثر هذا القرار على سير عمليات الاحتلال في رفح، نظراً للخيارات الأخرى المتاحة للجيش الإسرائيلي. وأوضح أن القوة التدميرية للجيش الإسرائيلي ليست معتمدة بشكل كبير على هذه القنابل، بينما تعتمد على ذخائر المدفعية وغيرها من القدرات العسكرية.
وأكد وزير الدفاع الأميركي أن واشنطن علقت إرسال شحنة من الذخائر الشديدة الانفجار إلى إسرائيل، على خلفية الأحداث الحالية في رفح. ويرى الفلاحي أن هذا القرار يأتي في سياق التعليق وليس الإلغاء، مما يشير إلى إمكانية استئناف إرسال الذخائر في المستقبل.