Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

معركة ميسلون كانت حدثاً فاصلاً في تاريخ سوريا الحديث، حيث شكلت فترة انتقالية بين دولة الاستقلال التي حلم بها السوريون ودولة التبعية للاحتلال الفرنسي. بدأت هذه المأساة مع الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني في عام 1909، مما أدى إلى سلسلة من الإخفاقات العسكرية للدولة العثمانية. خلال الحرب العالمية الأولى، قام الضباط الاتحاديون الذين انقلبوا على السلطان بتحالف مع الألمان، مما أدى إلى معركة ميسلون حيث تصدت القوات العربية للقوات الفرنسية.

خلال المعركة، قاد وزير الحربية العربي يوسف العظمة المقاومة ضد الانتداب الفرنسي، ورغم شجاعته وثباته، لم يكن التجهيز العسكري للقوات العربية كافياً لمواجهة الجيش الفرنسي القوي والمجهز بشكل جيد. بعد هزيمتهم في المعركة، دخلت القوات الفرنسية دمشق وأعلنت الاحتلال، مما أدى إلى فترة احتلال فرنسي طويلة استمرت حوالي ربع قرن.

بعد الاحتلال الفرنسي، قاموا بتقسيم سوريا إلى دويلات طائفية وجهوية، وقطعوا جزءاً منها وأعلنوا إنشاء لبنان الكبير. هذا الانقسام الطائفي ساهم في تصاعد التوترات السياسية والفكرية في المجتمع السوري. بعد عقود من الصراعات والانقلابات العسكرية، وصل حزب البعث إلى السلطة عام 1963، ثم تولى حافظ الأسد السلطة عام 1970.

تأتي المأساة السورية المعاصرة كنتيجة لمعركة ميسلون والاحتلال الفرنسي، وما تبع ذلك من سياسات قاسية وتقسيمات طائفية. بعد التاريخ الطويل للاحتلال والاضطرابات، استمرت سوريا في الصراعات والحروب والأزمات حتى يومنا هذا. تظل معركة ميسلون حدثاً مهماً في تاريخ سوريا وحتى في الوقت الحالي يتأثر البلد بعواقبها.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.