نوه إبراهيم الجروان بأن الفترة من بداية مايو حتى نهاية أغسطس هي أفضل وقت لمشاهدة درب التبانة في السماء، حيث يكون ارتفاعها فوق الأفق الجنوبي في منتصف يوليو. ويمكن مشاهدة هذا النهر السماوي في سماء الصيف كما رأته العرب، حيث قاموا بتسميته بنهر المجرة وشبهوه بالنهر الجاري. وبالإمكان رؤية النوائب السماوية في هذا النهر وفق أساطير العرب النجمية.
ويمتد القوس الغني بالنجوم والأجرام الكونية المختلفة بشكل يمتد من الشمال الشرقي للسماء إلى الجنوب الغربي، وتعد الأجزاء الجنوبية بين برج العقرب وبرج القوس الأكثر كثافة كون مركز المجرة يقع نحو برج الرامي. ويعتبر هذا المكان من أغنى الأماكن عند الفلكيين، حيث يحتوي على أعداد كبيرة من النجوم والسدم والغبار الكوني.
كما يتحدث إبراهيم الجروان عن تاريخ درب التبانة، حيث تعكس الأسطورة اليونانية الرومانية لأساس هذا النهر السماوي، حيث تصور الأسطورة أن هرا تسكب الحليب للرضيع هرقل فيذكرهم في ذراع المجرة. ويشير إلى أن المجرة تصنف بأنها ذات سطوع منخفض، ويعرب عن صعوبة تمييزها في التلوث الضوئي أو بضوء القمر.
ويستعرض إبراهيم الجروان تطور أدوات الرصد الفلكي وكيف يمكن رؤية النجوم بوضوح بفضل التصوير الفوتوغرافي وضبط الإعدادات المختلفة للكاميرا من خلال التعريض. فيقصد بالتعريض كمية الضوء المسموح بها ليسقط على الشريحة الفوتوغرافية لالتقاط صورة واضحة للنجوم والكواكب في السماء. ويشير إلى أن هذا القوس الذي يمتد في السماء يعتبر مشهداً جميلاً ومذهلاً يستحق المشاهدة والتصوير.
ويختتم الحديث بتأكيد إبراهيم الجروان على أن النظرة إلى درب التبانة في السماء تعتبر تجربة فريدة ومثيرة للاهتمام، وأنها تضم العديد من الظواهر الفلكية والنجوم والمجرات التي تثير الدهشة والإعجاب. وينصح بالتوجه إلى أماكن بعيدة عن التلوث الضوئي وذلك في الفترة المناسبة لمشاهدة نهر المجرة واستكشاف جماليات الكون والفضاء.
