أعلنت صحيفة التيليغراف البريطانية أن شركة أدوية عملاقة، أسترازينيكا، ستقوم بسحب لقاحها المضاد لفيروس كورونا من جميع أنحاء العالم نتيجة للآثار الجانبية النادرة والخطيرة التي قد يُسببها. وقد أقرت الشركة بذلك وسحبت ترخيص التسويق الذي حصلت عليه من الاتحاد الأوروبي بشأن اللقاح المعروف باسم Vaxzevria. وتم تقديم طلبات مماثلة لسحب اللقاح في بريطانيا وسيتم تقديمها في الأشهر القادمة.
ويعتبر هذا القرار بسحب لقاح أسترازينيكا نهاية لاستخدام هذا اللقاح الذي تم تمجيده من قبل بوريس جونسون كفوز للعلم البريطاني وكوسيلة لإنقاذ حياة الملايين. وأعلنت الشركة أن اللقاح قد تم إزالته من الأسواق بشكل تدريجي بسبب أسباب تجارية لا علاقة لها بالسلامة والفعالية، وتم استبداله بلقاحات جديدة قادرة على معالجة السلالات الجديدة من فيروس كورونا.
تعرض اللقاح الذي طورته أسترازينيكا لتدقيق شديد في الأشهر الأخيرة بسبب آثاره الجانبية النادرة التي تتضمن جلطات الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية. واعترفت الشركة بوجود هذه الآثار في وثائق مقدمة إلى المحكمة العليا في فبراير الماضي، مشيرة إلى أنها «يمكن في حالات نادرة جداً أن تسبب جلطات». وهذا يعتبر سبباً رئيسياً لسحب اللقاح من الأسواق.
توضح أسترازينيكا أن قرار سحب اللقاح لا يرتبط بسلامة المستخدمين، بل بالتحول الطبيعي لسوق اللقاحات وظهور سلالات جديدة من الفيروس. ويأتي هذا القرار كجزء من استراتيجية الشركة لتطوير لقاحات جديدة تتناسب مع الظروف الصحية الحالية وتوفر حماية فعالة ضد السلالات المتغيرة من الفيروس.
تثير قضية سحب لقاح أسترازينيكا الجدل حول سلامة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وضرورة مواكبة التطورات الجديدة المتعلقة بالفيروس. ويُعتبر هذا الخبر بادرة تحذيرية للشركات الدوائية والمنظمات الصحية لضرورة متابعة ومراجعة آثار اللقاحات بشكل مستمر لضمان سلامة وفعالية العلاجات التي تُقدم للجمهور. وقد ينعكس هذا القرار على ثقة الجمهور في اللقاحات المضادة لكوفيد-19 ويستدعي الدعوة لتوضيحات إضافية من الشركات المنتجة والجهات الصحية المعنية.
