فن الإيميغونغو هو فن تقليدي توتسي في رواندا يعود إلى 200 عام، وهو يُعتبر رمزا للثقافة والاتحاد. يظن أن هذا الفن الذي يتميز بأنماط بيضاء وسوداء ابتكره أمير من القرون السابقة. تسمى التقنية بإيميغونغو، وهي كلمة توتسي تعني “عمود فقري” نظرا للخطوط المستقيمة في تلك الأعمال وهي شائعة بين الأسر الريفية.
تستخدم النساء الفضلات والأصباغ الطبيعية لتزيين منازلهن بهذا الفن. بدأت تعاونية “كاكيرا إيميغونغو كووبيريتيف” بمنطقة كيريهي الشرقية في تطوير هذا الفن عندما كانوا شبان. لم تتمكن الجماعة من البقاء بعد الإبادة الجماعية التي ضربت توتسي في عام 1994، حيث قُتل معظم أعضائهم، ولكن اليوم يعود الفن إلى الحياة من خلال إقبال الروانديين وغيرهم عليه.
أصبحت رسوم الإيميغونغو جزءًا من الموضة والأناقة في رواندا، حيث يُستخدم في تصميم الملابس والقطع الأثرية الخشبية. قال مدير استوديو في كيغالي إن هذا الفن كان يعتبر شرقي بالأصل ولكن بعد الإبادة الجماعية أصبح ينتشر بين جميع فئات المجتمع. إن فن الإيميغونغو ليس فقط يوحد الناس بل يُحقق أيضًا فوائد تجارية من خلال ترويج التصاميم المحلية حول العالم.
تقدم متاجر في رواندا واستوديوهات دروسًا في فن الإيميغونغو لجميع الأعمار، وتشجع على تعلم هذا الفن التقليدي. فن الإيميغونغو يُعتبر تراثًا مهمًا للثقافة الرواندية ويمثل استمرارية الفنون التقليدية في العصر الحديث، إلى جانب تعزيز الموضة والتصاميم المحلية في السوق الدولية.
تساهم الفنون التقليدية مثل الإيميغونغو في إحياء التراث وتعزيز الهوية الثقافية، كما تلقى دعمًا وإقبالًا من الجمهور في رواندا وخارجها. يعتبر الإيميغونغو فن يمزج بين التقاليد القديمة والحداثة، ويُعتبر مكملاً للأعمال الحرفية اليدوية الأخرى التي تُنتج في رواندا. يعكس هذا النوع من الفن التواصل بين الأجيال وتبادل المهارات والمعرفة للحفاظ على التراث الثقافي. يتوقع أن يظل فن الإيميغونغو جزءًا مهمًا من الحياة الثقافية للروانديين في المستقبل.