بعد سبعة أشهر من اندلاع الحرب المدمرة في قطاع غزة، لا يمكن تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية وفقاً للمنطق الإسرائيلي. الهدف كان القضاء على حركة حماس والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وتهجير قطاع غزة، ولكن بعد أسابيع طويلة، يبدو أن تحقيق هذه الأهداف صعب للغاية وتكلفتها ستكون باهظة على الطرفين. على الرغم من تدمير إسرائيل للبنية التحتية في غزة وسقوط العديد من الضحايا المدنيين، إلا أن المعادلة لم تتغير بشكل كبير، حيث لا يزال الصراع مستمرًا بسبب عدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية.
تجاهلت القيادات الإسرائيلية وجود فلسطين والشعب الفلسطيني واعتمدت على الحلول القسرية، ولكن تبين أن ذلك أمر مستحيل لتحقيقه. يبدو أن الحرب لم تحقق أهدافها وأصبحت تنظر إلى القضايا الداخلية الإسرائيلية وتلبية رغبات الحكومة اليمينية. يظهر أن الهدف من الحرب هو تحقيق نجاح قابل للتسويق داخل إسرائيل والتحايل على الرئيس نتنياهو من المساءلة، بالإضافة إلى تنفيذ سياسات اليمين المتطرف.
من الواضح أن الحرب لم تحقق أهدافها العسكرية، وبالتالي أصبحت مجرد حرب عبثية للقوى الإسرائيلية. على الرغم من ذلك، تبدو حكومة نتنياهو في مأزق يدفعه إلى عرقلة جهود الوصول إلى وقف إطلاق النار. يتبع القرارات التي تخدم اليمين المتطرف وتطال الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، مما يعكس عدم تحقيق أي تقدم في الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
بدلاً من إيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية، يبدو أن الحرب في غزة تسعى لتحقيق مآرب داخلية للحكومة الإسرائيلية. تتناول التحليلات الإسرائيلية الوضع الصعب بالنسبة للحكومة اليمينية، التي تستخدم الحرب كوسيلة للبقاء في السلطة وتحقيق مكاسب سياسية داخلية. بالإضافة إلى ذلك، تستمر السياسات العدوانية في تأجيج الصراع وتعقيد الأوضاع دون حل جذري للقضية، مما يؤدي إلى المزيد من الدمار والضحايا بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
بعد سبعة أشهر من الحرب المستمرة في غزة، يظهر أن الحل السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين يبدو بعيد المنال، وبدلاً من ذلك، تستمر الصراعات الداخلية والسياسية في تعقيد الوضع وزيادة التوترات بين الجانبين. يتسبب العنف المستمر في تفاقم الأزمة الإنسانية وتقويض الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل سلمي في المنطقة، مما يعزز حاجة ملحة لإيجاد حلول أكثر بناءً ووضوحًا لإنهاء الصراع الدائر في الشرق الأوسط.
