في خضم المحادثات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» والهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب غزة وتبعاتها الكارثية الإنسانية، تواجه إدارة بايدن معضلة سياسية وأخلاقية صعبة؛ حيث يتعين على الإدارة تقديم تقريرها، الأربعاء، إلى الكونغرس، والإجابة عما إذا كانت تعتقد أن إسرائيل انتهكت القوانين الأميركية والقانون الدولي والإنساني في غزة أم لا. وتحديداً في فبراير، أصدر الرئيس بايدن مذكرة تربط إرسال المساعدات العسكرية والأسلحة الأميركية بالحصول على ضمانات مكتوبة بملتزمة الدول بالقانون الدولي الإنساني والقانون الأميركي الخاص بقيود الاستهداف وحظر استخدام الأسلحة الأميركية في المعارك التي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين.
كما طلبت الإدارة من إسرائيل تقديم تعهدات مكتوبة تؤكد احترامها للقوانين الأميركية والدولية في استخدام الأسلحة، وعدم عرقلة نقل المساعدات الإنسانية. وحتى الآن، لم تجد الإدارة أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي، لكن تستمر في تقييم التزامها بهذه القوانين، خاصة بعد المعلومات الواردة من مراقبي حقوق الإنسان والتقارير المسربة من وزارة الخارجية. السيناتور بيرني ساندرز وآخرين من الديمقراطيين يدعون إلى تجميد المساعدات أميركا العسكرية لإسرائيل، بينما يعارض الجمهوريون مثل جيمس ريش ومايكل ماكول هذه الفكرة.
يثير السؤال عن مصير المحتجزين والمدنيين في غزة الاهتمام العالمي ويطرح علامات استفهام حول استمرار إسرائيل في ارتكاب جرائم حرب دون محاسبة. من المتوقع أن تواجه إدارة بايدن تحديات كبيرة بغض النظر عن قرارها فيما يتعلق بإسرائيل، سواء بالتزامها بخطوات تحدث شيئا أم لا. ورغم تصاعد مخاوف المشرعين الديمقراطيين من خسارة الأصوات والدعم الشعبي، يجب على إدارة بايدن أن تواجه تلك التحديات من خلال تقديم تقرير دقيق وموضوعي يطمئن الكونغرس والشعب الأمريكي بأن الولايات المتحدة ماضية في تطبيق مبادئ القانون والإنسانية.
وتتجه الأنظار إلى التقرير المنتظر من الولايات المتحدة، وكيف ستتصرف إدارة بايدن في هذه المسألة المهمة، لاسيما وأن مصداقيتها على المحك، وأن المجتمع الدولي يراقب بانتباه بالغ تطورات هذا الملف. ينصح الخبراء بالتعاون مع الدول العربية لممارسة الضغط على حركة “حماس” لوقف العنف والتوصل إلى حل سلمي، كما يجب على الولايات المتحدة التأكيد على احترام إسرائيل للقوانين الدولية والإنسانية، وإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال تحقيق العدالة والسلام وتأمين مستقبل أفضل للجميع.














