تمت عقد لقاء بين زعيم الصين شي جين بينغ والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس وبحضور رئيسة المفوضية الأوروبية، حيث تأتي هذه الزيارة في إطار توترات تجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين، بسبب اتهامات تجاه الصين بالتعاون مع روسيا في أزمة أوكرانيا. تم انتقاد بروتوكول اللقاء وحضور رئيسة المفوضية الأوروبية، وعدم استقبال الزعيم الصيني في قصر فرساي، وقد وصف هذا الأمر بالمحرج ودليل على عدم احترام البروتوكول.
وفيما يتعلق بالعلاقة بين الصين وروسيا، فقد قام زعيم الصين بزيارات إلى صربيا والمجر، وهما بلدان متعاطفة مع روسيا، مما يعكس رغبة الصين فيتأثير المشهد السياسي في أوروبا. يرى بعض المحللين أن ماكرون يسعى إلى زيادة الضغط على الصين لتمارس ضغوطًا على روسيا، ولكن هذه الخطوة قد تؤدي إلى زيادة التوتر على الصعيد الدولي، دون تحقيق تسوية بين روسيا وأوكرانيا.
من ناحية أخرى، تحاول باريس التصدي للتهديد التجاري الصيني لصناعة أوروبا، عن طريق مواجهة هيمنة الصين على التكنولوجيا الخضراء والسيارات الكهربائية، مما تسبب في تشديد الصين على واردات الكحول الأوروبية. يعتقد بعض المتحللين أن الشركات الصينية تسعى إلى زيادة حصتها في السوق على حساب الشركات الأجنبية، وبالتالي ينبغي على ماكرون اتخاذ موقف أشد تصلبًا.
وبالنظر إلى القوة الاقتصادية الصينية، فإن فرنسا ليست بوضع يمكنها فيه توجيه الصين أو تحقيق تأثير قوي عليها. ويجب على الفرنسيين أن يدركوا هذه الواقعية وأن الصين ليست بحاجة إليهم كشركاء تجاريين. بالإضافة إلى ذلك، تستمر باريس في تمثيل دورها كدافع عن أوروبا على المستوى الدولي، على الرغم من أن الصين دولة تتمتع بقوة اقتصادية تضاهي الاتحاد الأوروبي وتاريخ وثقافة مختلفين تمامًا.