ألقى الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز كلمة خلال افتتاح النسخة الثانية من مؤتمر “المروية العربية”، حيث أكد أن البداوة هي النواة التي نبت منها كل شيء عربي. وأشاد بجهود الدكتور سعد الصويان الذي أفشى أسرار الصحراء ببراعة واحتراف. وقال إن الحديث عن ثقافة الصحراء يعني الحديث عن عبقرية لغوية فريدة، وأن الصحراء هي الجغرافيا التي اختارها العرب لأنفسهم منذ آلاف السنين، وأن العربي يعبر بلغته بمهارة وأناقة.
وأضاف الأمير تركي الفيصل أن البداوة تمثل بداية ونقطة انطلاق للإنسان، وتذكر القيمة الأساسية لاعتماد القيم بدلاً من الأشياء. وأشاد بالعرب الأحرار الذين اختاروا كلمة “بدوي” لمنها واستمدوها من البدء والبدو، وأكد على ضرورة الاحتفاظ بالقيم والمبادئ التي تميز ثقافة الصحراء. وأشاد بجهود الدكتور سعد الصويان الذي تعامل مع أسرار الصحراء بمحبة واحترام، ووصفه بأحد أهل الصحراء الذين عرفوا دروبها بإبداع.
تناولت كلمة السفير السابق كونيو كاتاكورا رئيس مؤسسة موتوكو كاتاكورا لثقافة الصحراء جهود زوجته الراحلة في البحث الأنثروبولوجي في المملكة العربية السعودية. وأشار إلى تحولات المجتمع السعودي من البداوة إلى التحضر، وتأثير ذلك على العمران والتطور الاقتصادي. ودعا إلى إعادة التقدير للقيمة التقليدية لثقافة الصحراء في ظل التغيرات البيئية العالمية وتصور الحياة بعد النفط.
انطلقت النسخة الثانية من مؤتمر “المروية العربية” بحضور العديد من الأمراء والوزراء والمسؤولين والمفكرين، وتناولت “ثقافة الصحراء” ضمن مشروع البحث الحضاري الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية والإثراء المعرفي حول تاريخ العرب واللغة والحضارة. وأشار الحضور إلى أهمية العمل على معالجة التراجع في مفاهيم حضارة العرب والحفاظ على التراث الثقافي للجزيرة العربية.
وفي ختام المؤتمر، قدم الدكتور سليمان الذييب محاضرة حول علاقة شبه الجزيرة العربية بالجمل واستعرض الأدلة الأثرية والنقوش القديمة التي تشير إلى عظمة هذا الحيوان في الثقافة العربية. وتحدث عن الرفيق العربي باسم “سفينة الصحراء”، مشيراً إلى الأهمية الكبيرة التي يحظى بها هذا الحيوان في التراث الثقافي العربي. واختتم المؤتمر بدعوة إلى إعادة النظر في تقدير الثقافة الصحراوية في ظل التحولات العصرية الراهنة وضرورة الاحتفاظ بالقيم التقليدية في مواجهة التحديات الحديثة.














