المغنية الأوكرانية التي فازت بالفوز في مسابقة اليوروفيجن في عام 2016 أدلى بتصريحاتها في وقت تتزايد فيه الدعوات المتعددة للمشاركين لمقاطعة مسابقة الأغنية هذا العام بسبب استمرار إدراج إسرائيل. أكدت جمالا، التي تم وضعها على قائمة المطلوبين في روسيا العام الماضي، “بعض البلدان قد ترفض المشاركة في المسابقة”، مشيرة إلى أن “نحن لا نستطيع أن نُسمح لأنفسنا بالتنازل عن هذه المسابقة في زمن الحرب”. تجري مسابقة اليوروفيجن هذا الأسبوع في مدينة مالمو الساحلية السويدية، والتي تبدأ بالدور النصف نهائي غداً (7 مايو)، وتتضمن مشاركة إسرائيل المثيرة للجدل.
حتى الآن، لم تعلن أي دولة مشاركيها عن مقاطعتها للمسابقة، على الرغم من الضغوط المستمرة من قبل النقاد الذين يعارضون مشاركة إسرائيل. في آذار، وقع أكثر من 450 فناناً وموسيقي وكتاب توقيعًا على رسالة تدعو إلى مقاطعة مشاركة المملكة المتحدة أولي أليكسندر للمسابقة هذا العام. أصدر ألكسندر استجابة شخصية للعريضة، فضلاً عن بيان مشترك مع المشاركة الإيرلندية Bambie Thug وفنانين آخرين في مسابقة اليوروفيجن أعلنوا فيه عدم مقاطعة الحدث، مؤكدين في الوقت نفسه على تمسكهم جميعًا “ضد جميع أشكال الكراهية، بما في ذلك العنصرية السامية والإسلاموفوبيا”.
مع مشاركة إسرائيل، تصر مسابقة اليوروفيجن باستمرار على عدم اعتبارها سياسية، وقد التزم منظمو المسابقة بالفعل بالتخلي عن أي رموز تعبير تعبر عن التضامن مع فلسطين في ظل الحرب المستمرة في غزة. تمكنت مشاركة إسرائيل هذا العام، إدن غولان، من المشاركة بعد تغيير كلمات الأغنية المثيرة للجدل بكلمات أغنيتها الأولى “أكتوبر رين”، وذلك لتجنب انتهاك قواعد الحياد السياسي للمسابقة.
حيثُ أُذن لـ غولان بالمُشاركة، لكنها تلقت تحذيرًا من المنظمين بالبقاء في غرفتها بقدر الإمكان خوفًا على سلامتها.و بالرغم من جواز السماح لها بالمشاركة، قال جان فيليب دي تيندير، المدير العام المساعد لاتحاد البث الأوروبي (EBU)، الذي ينظم مسابقة اليوروفيجن، في تصريح لشبكة سكاي نيوز أن استبعاد إسرائيل “سيكون قرارًا سياسيًا”. يميز بين الحالات في أوكرانيا وغزة، مشيرًا إلى أن الظروف التي أدت إلى استمرار استبعاد روسيا كانت “مختلفة” عن تلك التي تهدد مشاركة إسرائيل حاليًا.
في تدخلها الخاص، ألقت جمالا الضوء بعيدًا عن إسرائيل وعلى أوكرانيا، معربة عن ذلك بشكل عملي: “هناك حروب كثيرة الآن في العالم وبالطبع ليس من السهل توجيه الاهتمام باستمرار لنفسك حتى لا يتعب الناس من حربنا. لكن هذا هو واجبنا، الناس الذين بقوا في أوكرانيا، الذين يقاتلون، أن نكون صاخبين ومبدعين… هذا هو واجب الفنانين لإيجاد طرق جديدة لكيفية كشف وعرض بلدهم”.ذلك العام، بعد غزو روسيا في أوائل عام 2022، فازت مشاركة أوكرانيا “ستيفانيا” في تلك السنة وكانت المفضلة واضحة، الأمر الذي أدى إلى تنظيم المملكة المتحدة التي جاءت في المركز الثاني لإقامة المسابقة في عام 2023 بالنيابة عنهم في مدينة ليفربول.
حصلت أوكرانيا على فوزها في مسابقة اليوروفيجن خلال حرب ليست فقط حول الإقليم ولكن أيضًا حول الرؤية الثقافية – بمساعدة حاسمة في وقت تم فيه تجاهل فكرة الشعب الأوكراني والثقافة من قبل الدعاية الروسية. تعكس تصريحات جمالا التحول من ذلك مع زيادة الترابط بين الحفل المبهج والملون لليوروفيجن والجانب الظليل للأحداث الجيوسياسية الأوسع – على الرغم من الحياد السياسي المعلن للمسابقة.
