Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

من المتوقع أن يحقق اليمين مكاسب كبيرة في انتخابات البرلمان الأوروبي الشهر المقبل، وذلك مع تأثير نظرية “الاستبدال العظيم”. يعاني الاتحاد الأوروبي من تزايد سريع في عدد الشيخوخة وتقدم السن في القارة، مما يعني زيادة الضرائب وتكاليف الرعاية الصحية على العمال الباقين. بسبب تراجع عدد الأوروبيين الذين يستفيدون من حرية التنقل داخل الاتحاد، يبحث أصحاب العمل عن عمال من خارج أوروبا لسد الوظائف الشاغرة. من المتوقع أن تزداد هذه المشكلة خلال العقد المقبل.

لكن هل يمكن للأفراد العمل حتى بعد تقدمهم في السن؟ بالرغم من رفع سن التقاعد في العديد من الدول الأوروبية، يواجه الأوروبيون العديد من المشاكل الصحية الخطيرة في منتصف الستينات من عمرهم. انخفض عدد العمال الأوروبيين في سن العمل بسبب الهجرة والمشاكل الصحية، مما أدى إلى زيادة العمال من خارج الاتحاد الأوروبي. تسعى الحكومات إلى تنفيذ شروط لجوء أكثر صرامة، ولكن هذا يواجه اعتراضاً من الأحزاب اليمينية المتطرفة.

تثير هذه المشكلة معضلة للسياسيين من يمين الوسط، حيث يجب عليهم التعامل مع نقص العمالة وتأثيره على الخدمات العامة دون زيادة معدلات الهجرة. يمكن أن يحققوا ذلك من خلال الاعتماد على الهجرة لتعويض النقص، أو بمحاولة تبني خطابات القوميين، ولكن هذا يعرضهم للخطر من خسارة الدعم كما حدث في بعض الدول الأوروبية. يجب على الدول الأوروبية أن تتحلى بالشجاعة في التعامل مع هذا التحدي والبحث عن حلول بناءة لمستقبلها.

تظهر الحاجة إلى الهجرة كوسيلة لتخفيف الضغوط الديموغرافية في الاتحاد الأوروبي. تركز السياسة على تنفيذ شروط لجوء أكثر صرامة للتحكم في تدفقات الهجرة. تزداد العقبات أمام السياسيين والحكومات في التعامل مع هذا التحدي، مما يتطلب شجاعة وحكمة في اتخاذ القرارات الصعبة من أجل الحفاظ على استقرار الاتحاد الأوروبي وتعزيز ازدهاره.

يجب أن يكون لدى الأوروبيين والسياسيين الخيار بين تبني سياسات تعزز الهجرة لسد النقص في العمالة، أو التركيز على تحفيز المواطنين الحاليين على العمل بجهد أكبر ووقت أطول. هذا التحدي يتطلب تعاون وتضافر الجهود من قبل الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص للعمل على إيجاد حلول مستدامة وفعالة لضمان استدامة اقتصاد الاتحاد الأوروبي وتحسين مستوى حياة مواطنيه.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.