بثت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) – مشاهد لقصف مقر قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي وحشوده العسكرية داخل موقع كرم أبو سالم شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وتم استهداف الموقع العسكري الإسرائيلي برشقة صواريخ من طراز “رجوم” القسامية، مما أسفر عن سقوط عدد من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح. يظهر الفيديو الذي بثته كتائب القسام وقوع الصواريخ القسامية وسماع الهتافات والتصفيقات من قبل المواطنين المتابعين للحدث.
تحتوي منظومة “رجوم” التي استخدمتها كتائب القسام في هذا الهجوم على 3 أصناف بواقع 5 صواريخ لكل صف، ويبلغ مداها بين 8 و12 كلم، مما جعلها تشكل تهديداً خطيراً للجنود الإسرائيليين في المنطقة. وفي سياق متصل، وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الحادث الأمني في كرم أبو سالم بأنه “خطير” و”غير عادي”، وتم فرض حظر نشر على المعلومات المتعلقة بمكان سقوط القذائف وخسائر الجيش الإسرائيلي.
أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن عدد الجنود المصابين جراء القصف في موقع كرم أبو سالم ارتفع إلى 14، من بينهم 3 حالات خطيرة، وعلى إثر ذلك تم استدعاء مروحيات الجيش لإجلاء المصابين. وأوضحت الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة أن الموقع العسكري الذي تعرض للقصف هو موقع كرم أبو سالم “العسكري” وليس المعبر نفسه، حيث يبعد الموقع العسكري عن المعبر أكثر من كيلومترين.
تأتي هذه الأحداث في سياق التصعيد الحاد الذي شهدته المنطقة مؤخراً بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وقد شهدت المنطقة سلسلة من الاشتباكات والهجمات الصاروخية من الطرفين، مما زاد من حدة التوتر والعنف في هذه البقعة المتنازع عليها. وتستمر الاشتباكات والهجمات بين الجانبين دون علامات على انحسار الصراع المسلح الحاصل في المنطقة.
يتزامن التصعيد الحاصل في قطاع غزة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع، حيث يواجه السكان صعوبات كبيرة في الحصول على الخدمات الأساسية والمواد الغذائية والطبية بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ سنوات. وتزداد التحديات التي تواجه القطاع مع استمرار التوتر الأمني والعسكري الحاصل، مما يعزز من معاناة السكان ويزيد من حجم الصراع الدائر في هذه البقعة المعقدة.
