بولد ساهر والكتاب مؤنسه، ويجده ممتعاً، ويفكر بشكل مكثف في مجال الأدوية والأعشاب. يهتم بتصنيف النباتات واستخراج الدواء منها، متجهاً نحو النبوغ العلمي. تقدم الجزيرة الوثائقية فيلمًا يسلط الضوء على حياة ابن البيطار وإنجازاته، ويصفه كواحد من أبرز العلماء المسلمين الذين تركوا بصمة في التاريخ. ويعرض الفيلم تفاصيل حياة ابن البيطار وكيف أضاف خدمات واختراعات مميزة في مجالات متعددة.
أبو العباس بن فرج هو أستاذ ابن البيطار الذي تعرف عليه في إشبيلية، وكان يعمل في استكشاف أسرار النباتات والأعشاب. اهتم ابن البيطار بدراسة النباتات منذ صغره واتخذ الحدائق والبساتين مصدر إلهام له. تميز بمعرفته الواسعة في النباتات والأدوية، وظلت شهرته تتزايد في الآفاق.
نتيجة للتهديدات المستمرة التي تواجه مدينة مالقة من الصليبيين، هاجر ابن البيطار بعيدًا عن مسقط رأسه، وسافر إلى بلاد الإغريق والرومان، ثم انتقل إلى مصر حيث لاقى إعجاب الملك الأيوبي. وقد تعين كرئيس للعشابين والنباتيين، حيث عمل على تركيب الأدوية بطريقة علمية صحيحة بناءً على المعرفة الواسعة التي اكتسبها.
ابن البيطار لم يقتصر على البحث عن الأدوية العشبية فقط، بل استقصى أعشاب آسيا الصغرى ودمشق ومصر. كان يعتقد أن عالم النبات ليس محدودًا، وظل يبحث عن كل جديد في عالم الأعشاب. نتج عن جهوده ابتكار أكثر من 300 دواء جديد.
ابن البيطار كتب موسوعة علمية تحتوي على أكثر من ألف نوع من الأعشاب والنباتات، ويصنف كل نبات وفوائده واستخداماته. كما تنوعت معرفته لتشمل المكونات الغير نباتية مثل الكحول والرصاص والذهب، وكذلك تركيب الأدوية بناءً على معرفته الواسعة. رغم بعض الخرافات في كتبه، إلا أنه كان معروفًا بالأمانة العلمية في نقل المعلومات.
رغم أن حلم ابن البيطار بالنصر على الصليبيين لم تتحقق قبل وفاته، إلا أنه ترك وراءه موسوعة علمية تثبت عظمته وتفانيه في مجال الأدوية والأعشاب. تركت وفاته فراغًا كبيرًا بعد حياة مكرسة للعلم والتعلم تقربت من القرن الـ13.
