بعد عدة أسابيع من المفاوضات التي كانت دائما تصل إلى طريق مسدودة، بدأ يظهر ضوء في نهاية النفق، مما أدى إلى تقديم تنازلات من الجانبين، إسرائيل وحماس، ومع بدء مفاوضات شبه حاسمة في القاهرة، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس على استمرار المباحثات بروح إيجابية، وهذا يشير إلى اتجاه حركة حماس نحو اتفاق أكثر جدية تحت “مظلة وطنية” مع فصائل فلسطينية أخرى.
ووفقًا لموقف الحركة، فهي تبدو أكثر تحضيرًا هذه المرة، وقد فتحت الباب للتساؤلات حول التغييرات التي طرأت في مواقف حماس، وتمثل ذلك في اتصالات علنية أولى مع فصائل أخرى في لقاءات في إسطنبول، كما نشرت وسائل إعلام حماس مقابلات مع قادة من “الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية”، اللذين شاركوا في اللقاءات.
وبدأت مصادر في حماس بالترويج لاقتراب الاتفاق، حيث توقع إياد القرا قربه من السنوار بأن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار إلى وقف القتال، وإن قرار القتال الآن بيد الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يشير إلى جدية حماس في التوصل إلى اتفاق رغم مرور 211 يومًا على الحرب الإسرائيلية الدمرية في غزة.
تأتي هذه المرونة من حماس نتيجة للتعب الذي تعانيه الحركة بعد الحرب والأزمة المالية الكبيرة التي تعاني منها، كما أن لديها حاجة ماسة للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب، وهناك أيضًا عوامل أخرى مثل حاجتها للتخلص من عبء بقاء الأسرى الإسرائيليين وتجنب اقتحام رفح وتجنب المجازر المحتملة.
و يتضح أن الهدنة تعد قريبة بالفعل نظرًا للتغييرات السياسية والاحتياجات الإنسانية العاجلة في المنطقة، حيث يرى المحللون أن هناك حسابات سياسية مدرجة في هذا التغيير من جانب حماس وإسرائيل، إذ تحاول حماس الحفاظ على دعم قطر ومصر في الوقت الراهن.














