بدأ الأردن بالمساهمة في سوق الألعاب الإلكترونية المتنامية قبل أكثر من 20 عامًا، حيث كان يتوجب على اللاعبين البحث عن متاجر الألعاب أو دور الألعاب للاستمتاع بألعاب محددة على أجهزة كبيرة. ومع تقدم التكنولوجيا، تطورت الألعاب لتصبح متاحة الآن على الإنترنت والهواتف المحمولة، وأصبحت الألعاب الإلكترونية صناعة عالمية تجلب مليارات الدولارات. وفي هذا السياق، قررت الأردن دخول هذا السوق العالمي من خلال شركات تصميم الألعاب مثل الشركة التي أسسها فادي القيسي لتصميم ألعاب الهواتف المحمولة.
تمكنت شركة فادي القيسي وزملاؤه من تصميم أكثر من 6 ألعاب منذ تأسيس الشركة، حققت بعضها نجاحًا كبيرًا وحجم تحميل ممتاز على الهواتف المحمولة. ويؤكد القيسي أن هذا المجال يحقق أرباحًا مالية كبيرة من الإعلانات التجارية التي تظهر في اللعبة، مشيرًا إلى نجاح أحد ألعاب السباق التي تم تطويرها في جذب آلاف المستخدمين وتحقيق أرباح ملموسة خلال أول شهر من طرحها.
على الرغم من وجود مواهب في مجال تصميم الألعاب بالأردن، إلا أنه من الضروري أن تشكل الشراكات مع شركات عالمية متخصصة لتطوير الألعاب بشكل يلائم الطلب، بالإضافة إلى عقد شراكات مع شركات تسويق لزيادة انتشار الألعاب وجذب المزيد من المستخدمين، خاصة إذا كانت تتضمن عناصر من الثقافة العربية.
تمت صفقة شراء لعبة ورق إلكترونية تسمى “جواكر” من قبل شركة سويدية من أردنيين مقدارها 205 ملايين دولار، مما يظهر الاهتمام العالمي المتزايد بصناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن.
لا يقتصر دور الأردن على شركات تصميم الألعاب فقط، بل يتضمن أيضًا تبني المواهب من خلال تأسيس “مختبر صناعة الألعاب الأردني” وتقديم دورات تدريبية لمطوري الألعاب الإلكترونية، بما في ذلك الأطفال. ويعتبر هذا المختبر بمثابة مساحة إبداعية تساهم في توفير الدعم للشباب المبتكرين في مجال التكنولوجيا.
وفي نهاية العام الماضي، أقرت الحكومة الأردنية استراتيجية للألعاب والرياضات الإلكترونية للفترة من 2023 حتى 2027، بهدف تعزيز صناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن والوصول إلى مكانة مرموقة على المستوى الإقليمي والعالمي. ويعتبر مصمم الألعاب الإلكترونية نور خريس، الذي ساهم في وضع هذه الاستراتيجية، بأن هذه الخطوة تعد خطوة مهمة نحو تعزيز القطاع المزدهر لصناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن.














