تميزت الكويت بتاريخ مميز وحضارة تعود لآلاف السنين، حيث قدم العديد من الباحثين والعلماء الكويتيين والأجانب دراسات متخصصة حول تاريخها وآثارها. قدمت الكثير من المؤلفات التي غنت المكتبة الكويتية والخليجية والعربية بالنتائج القيمة لهذه الدراسات. اهتمت الحكومة الكويتية بالآثار كمكون أساسي من ثقافتها وهويتها الوطنية، من خلال إصدار قوانين لحمايتها وتأسيس متحف الكويت الوطني.
بدأت عمليات الحفر الأثري في الكويت عام 1958، بجهود إدارة الآثار والمتاحف التي استمرت في تنظيم البعثات الآثارية بالتعاون مع مؤسسات دانماركية وأوروبية أخرى. توقفت الحفريات خلال الغزو العراقي للكويت ولكن استؤنفت بعد التحرير. تطورت عمليات الكشف الأثري في الكويت بعد زيارة علماء الآثار الدانماركيين في الخمسينيات، مما أدى بدوره للبدء في الدراسات الآثارية في البلاد.
تقوم الكويت بالعديد من حفريات الكشف عن المواقع الأثرية والتي تعمل على كشف المزيد من الآثار وفهم تاريخ البلاد بشكل أفضل. يتم الحفاظ على هذه المواقع وترميم معالمها الأثرية والاكتشافات بها من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وإدارة الآثار والمتاحف بالمجلس. تغير مفهوم العمل في هذا القطاع ليشمل التوعية والحفاظ والتنقيب بالإضافة إلى تنشيط الحركة السياحية.
شارك علماء أجانب وكويتيون في أعمال التنقيب الأثري بالكويت، مما يشير إلى تاريخ حضاري ثري للكويت في العصور البرونزية والهيلنستية. تدل الآثار المكتشفة في الكويت وخارجها على وجود تاريخ حضاري مميز للكويت في الماضي. كانت الكويت قاعدة طبيعية للملاحة البحرية والعلاقات التجارية بين وادي الرافدين والخليج والجزيرة العربية، وهي أرض استوطنها الإنسان منذ آلاف السنين.
تعد الحفائر الأثرية والكشوفات التي تم الكشف عنها في الكويت والمناطق المحيطة بها من أكثر المواقع تنوعًا وغنى من النواحي الأثرية. متابعة عمليات الكشف والاكتشاف والتنقيب عن الآثار تعتبر من بين الأولويات التي تهتم بها الجهات الثقافية والآثارية في الكويت، بهدف فهم تاريخ البلاد والمساهمة في الحفاظ على تراثها الثقافي والتاريخي.