أطلقت الصين مسبارها الفضائي “تشانغي-6” في مهمة لجمع عينات من الجانب البعيد من القمر، وهي مهمة علمية مبتكرة تشكل خرقًا بارزًا في إطار برنامج الصين الطموح لاستكشاف الفضاء. انطلق الصاروخ الذي يحمل المسبار من جزيرة هاينان الاستوائية، وجذب الحدث العديد من المتفرجين الذين اجتمعوا لمشاهدة التقدم الجديد في البرنامج الفضائي الصيني.
وأشادت وكالة أنباء الصين الجديدة بعملية الإطلاق ووصفتها بأنها أول مهمة من هذا النوع في تاريخ الاستكشاف البشري للقمر. وأكد مساعد كبير مبتكري المهمة على تحديات كبيرة تواجه فريق العمل، وأن المهمة تتضمن تحديات تقنية وعصبية كبيرة. تهدف مهمة تشانغي-6 إلى جمع عينات قمرية من الجانب البعيد للقمر وإعادتها إلى الأرض لتحليلها، وتعتبر هذه المهمة معقدة تقنيا وتستغرق وقتًا طويلا لإنجازها.
تمثل هذه المهمة جزءًا من المشروع الفضائي الصيني الذي يثير القلق في واشنطن، حيث تعتبر الولايات المتحدة أن برنامج الفضاء الصيني يستخدم كغطاء لبرنامج عسكري. وقد نجحت الصين في عدة إنجازات في مجال الفضاء، بما في ذلك بناء محطة فضائية وإرسال رواد فضاء جدد. ويُعتقد أن المهمة ستجمع عينات من الجانب البعيد للقمر لأول مرة، ومن المتوقع أن تُعيد هذه العينات إلى الأرض لتحليلها.
من المتوقع أن يهبط المسبار في الحوض الضخم القطب الجنوبي-إيتكين، حيث سيجمع التربة والصخور القمرية وسيجري تجارب في المنطقة. وبمجرد إنجاز المهمة، سيتم إعادة المسبار إلى الأرض وسيهبط في مركز الإطلاق الفضائي. وقد أثار الرئيس الصيني شي جين بينغ حلم الفضاء الصيني، حيث تضخ الصين مليارات الدولارات في برنامجها الفضائي بهدف اللحاق بالولايات المتحدة وروسيا.
تُعد مهمة تشانغي-6 الأولى من بين ثلاث مهمات تخطط الصين لإنجازها في العقد القادم، حيث ستستكشف مهمة تشانغي-7 القطب الجنوبي للقمر بحثًا عن الماء، بينما ستحاول مهمة تشانغي-8 تحديد الجدوى الفنية لبناء قاعدة على القمر. يعتبر الجانب البعيد من القمر موضوع بحث شيق للعلماء، حيث يمكن لهم دراسة تشكل القمر بشكل أفضل وفهم تاريخه بجمع العينات وإجراء التجارب اللازمة.
ويعتقد العلماء أن العينات التي ستجمعها مهمة تشانغي-6 ستكون عمرها الجيولوجي حوالي 4 مليار سنة، وأن جمع البيانات من مناطق وعصور جيولوجية مختلفة يُعتبر مهمًا لفهم تاريخ القمر. وتعد المشاريع الفضائية الصينية جزءًا من سباق الفضاء العالمي، حيث تخطط الولايات المتحدة والصين لإرسال بشر إلى القمر في المستقبل القريب.