وأظهرت الوسائل الإعلامية الإسرائيلية الفشل الذي واجهته الجيش الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، حيث قامت كتائب القسام بتنفيذ هجوم مفاجئ مشابه لـ “طوفان الأقصى” الذي نفذها. وتم عقد تدريبات للجيش تحاكي هذا الهجوم، ورغم ذلك فإن فحصا أجرته الهيئة العسكرية كشف عن العديد من الفشل، حيث فشلت معظم المواقع العسكرية في مواجهة الاقتحامات والاستيلاء على وسائل قتالية.
وأظهرت التقارير أن عددا كبيرا من الجنود قتلوا وأسروا خلال الهجوم، كما أن الجيش لم يتمكن من تصحيح الاخفاقات التي اكتشفها قبل وقوع الهجوم. وتم تعيين الرائد شلومي بندر رئيسا جديدا لشعبة الاستخبارات بالجيش، وتسبب هذا التعيين في جدل كبير، حيث عبر محللون عسكريون عن استيائهم من هذا القرار.
وطلب رئيس الأركان من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إجراء نقاش استراتيجي شامل في كل الجبهات، لكن نتنياهو رفض هذا الطلب مما أثر على الأجواء داخل الأجهزة الأمنية. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن الإنجازات التكتيكية للجيش لم تترجم إلى عمليات استراتيجية تحقيقية بسبب الخلافات الداخلية وضعف التنظيم الداخلي للجيش.
وقد رد وزير الدفاع السابق على تصريحات وزيرة الاستيطان والبعثات الوطنية، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية عاجزة عن التعامل بمسؤولية في غزة، وأن هناك أشخاص يفضلون الاحتلال والتهجير والاستيطان بدلا من التفاوض والتحرير. ورفضت الوزيرة فكرة إرسال الجنود للحرب من أجل إنقاذ عدد قليل من الأسرى، مما أثار جدلا واسعا في الأوساط الإسرائيلية.
وبهذه الأحداث تتزايد الضغوطات على الجيش الإسرائيلي لتحسين كفاءته وتنظيمه، وتوضح التقارير الداخلية الفشل الذي يعاني منه الجيش في مجالات عدة، مما يستدعي إجراءات تصحيحية واصلاحات جذرية لضمان قدرته على التعامل مع التحديات المستقبلية بكفاءة وفعالية.