إسرائيل تواجه التحدي الإيراني في الفضاء السيبراني من خلال تطوير “قبة سيبرانية” تهدف إلى صد الهجمات المعلوماتية الإيرانية. الحرب بين البلدين تعتبر حربًا “صامتة بعيدة عن الأنظار”، حيث يتعرض الجانب الإسرائيلي لهجمات متزايدة من إيران و”وكلائها”، مثل حزب الله اللبناني وحماس. في ظل الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس وتصاعد الهجمات الإيرانية، تعمل إسرائيل على حماية أنظمتها الإلكترونية من مختلف أنواع الهجمات، وقد تمكنت من إحباط حوالي 800 هجوم منذ بداية الصراع.
تعتبر إيران واحدة من الأطراف النشطة في مجال الهجمات السيبرانية، حيث وصلت إلى تطوير استراتيجيات سيبرانية تستهدف القضاء على المنشآت والتدمير، بالإضافة إلى جمع المعلومات ونشر الأخبار الكاذبة لأغراض دعائية. في المقابل، تتمتع إسرائيل بقوة سيبرانية كبيرة وقد استخدمت هجمات قوية ضد الأهداف الإيرانية، مثل حادث العطل المعلوماتي الذي ألقى بظلاله على مرفأ بندر عباس. ومع ذلك، تواجه إسرائيل تحديًا كبيرًا بسبب القدرات السيبرانية المتزايدة لإيران ودعمها من الدول الأخرى.
يشير الباحثون إلى أن إيران تسعى إلى تعزيز مهاراتها في مجال التكنولوجيا السيبرانية من خلال توجيه المزيد من الطلاب نحو هذا المجال وتدريب العسكريين على استراتيجيات الحرب السيبرانية. وهذا يثير مخاوف بشأن تصاعد خطر الإرهاب السيبراني في المستقبل. ومن جهتها، تعمل إسرائيل على تطوير تقنيات دفاعية سيبرانية مبتكرة تساعدها في مواجهة التهديدات الإيرانية بشكل فعال.
أحد التطورات الأخيرة التي أعلن عنها هو تطوير “قبة سيبرانية” تهدف إلى القضاء على الهجمات المعلوماتية بشكل استباقي ومنظم. تعتمد هذه القبة على جمع المعلومات لتقديم تحليل شامل للتهديد ومواجهته بكفاءة. كما أشار أفيرام أتزابا إلى أهمية التعاون بين الهيئات المختلفة في إسرائيل، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والأمنية والشركات الخاصة والمعاهد البحثية، لمواجهة التحديات السيبرانية بفعالية.
يستند نجاح القبة السيبرانية على تحليل الوضع الحالي في الفضاء السيبراني المتغير بسرعة، والتفاعل مع الهجمات بشكل سريع وفعال. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تستمر إسرائيل في تطوير قدراتها السيبرانية وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التهديدات المتزايدة في هذا المجال. وبالتعاون مع الدول الأخرى التي تواجه خطر الإرهاب السيبراني، يمكن لإسرائيل تحقيق نجاحات أكبر في الدفاع عن أمنها السيبراني.














