مستوطنة “نتساريم” تشكل نقطة مهمة في جنوب مدينة غزة، حيث تعيد الأضواء الساطعة ذكريات مؤلمة لأبناء القطاع. وقد تسببت الحرب التي اندلعت في أكتوبر من العام الماضي في عودة الاهتمام بالمحور الاستراتيجي المعروف بممر نتساريم، الذي شهد العديد من الأحداث التاريخية المهمة منذ قرون. وتحدث الخبراء عن أهمية هذا الممر الاستراتيجي لكل من إسرائيل وحركة حماس في الصراع الدائر في القطاع.
يعبر الفلسطينيون عن خوفهم وقلقهم من عودة المستوطنين الإسرائيليين إلى منطقة نتساريم، بعد أن كانوا يتمنون عدم رؤيتها مرة أخرى بعد انسحاب إسرائيل منها في العام 2005. ويعود تاريخ منطقة نتساريم إلى قرون عدة، حيث شهدت العديد من المعارك الهامة على مر الزمن، بما في ذلك تفجير أول دبابة إسرائيلية عام 2001 خلال انتفاضة الأقصى.
يؤكد الخبراء على أهمية ممر نتساريم الاستراتيجية، حيث يعتبر فاصلًا بين شمال وجنوب القطاع، ويؤثر على حركة النازحين والفلسطينيين. وتعتبر سيطرة إسرائيل على هذا الممر فرصة لها لإقامة حزام أمني في القطاع يسهل عملياتها العسكرية. من ناحية أخرى، تسعى حماس لمنع ثبات السيطرة الإسرائيلية على الممر من خلال استهدافه خلال الحروب والصراعات.
تناول الخبراء تأثير سيطرة إسرائيل على ممر نتساريم على قدرة حماس وتنظيمها، وكيف يؤثر ذلك على قدرتها على التواصل وتنفيذ عمليات عسكرية في المنطقة. كما يؤيدون أن إسرائيل ربما تسعى إلى الحفاظ على وجودها في غزة، وأن حماس ترفض أي سيطرة إسرائيلية على هذا الممر بعد الحرب الأخيرة.
بشكل عام، يبين الخبراء أهمية ممر نتساريم في الصراع الدائر في قطاع غزة، وكيف يتمثل هذا الممر في نقطة استراتيجية لكل من إسرائيل وحماس. ويبدي الفلسطينيون قلقهم وخوفهم من عودة المستوطنين إلى هذه المنطقة، معبرين عن مخاوفهم من مزيد من التصعيد والمعاناة التي قد تنتج عن ذلك. وتظل مستوطنة نتساريم، والذكريات المؤلمة التي تعود مع أنوارها الساطعة، نقطة ألم حقيقية في قلوب الفلسطينيين.














