محاولة وزيرة الثقافة البريطانية لوسي فرض عقوبة على قرار السماح بشراء جماعة التلغراف من شركة مدعومة من أبوظبي دفعت لريولا خلف، رئيس تحرير الصحيفة المالية، لاختيار قصصها المفضلة في هذا النشرة الأسبوعية. وجاءت تلك المطالبة مع ضربة لبيع جماعة التلغراف إلى استعجال وضع حد للمأساة التي وصفتها بأكثر فتراتها “مكثفة”. وأكدت فرازر في مقابلة مع الصحيفة المالية بأنها طالبت بالتحديثات الأسبوعية حتى لا تؤثر على الديمقراطية. وأوضحت فرازر أن الاستثمار من الدولة مختلف تمامًا عن السماح للدول الأجنبية بامتلاك الصحف البريطانية.
عقبة الاستثمار الأبوظبي هذه كانت عقبة لوزيرة فرازر، والتي قامت بجهود في الحكومة لفحص القانون ومن ثم تغييره لمنع اقتناء جماعة التلغراف من قبل RedBird IMI، عبر منع الدول الأجنبية من امتلاك حصص كبيرة في مجموعة صحفية بريطانية. وكانت الصفقة لصحف التلغراف اليومية والسنوية والمجلة الملاذة قد أصبحت نقطة ساخنة سياسية، مع تعبير أعضاء البرلمان عن مخاوفهم من أن يمارس قوة أجنبية تأثيرها على مجموعة إعلامية بريطانية ذات صلات قوية بالحزب المحافظ.
وعلى الرغم من التأكيد على أن RedBird IMI سيحافظ على الاستقلال التحريري للتلغراف إلا أن فرازر اعتبرت الصفقة مسألة مبدأية من حيث الملكية الأجنبية للدول للصحف. وأكدت على أن الحكومة ستسعى لتحديد أقصى حد لملكية دولة أجنبية في شركة صحف بنسبة 5 في المائة. ورغم مخاوف من أصحاب الوسائل الإعلامية بشأن هذا الحد، إلا أن فرازر أكدت أن النسبة تبدو مناسبة لضمان عدم وجود تأثير غير مقبول في مجموعة صحف وأن هدفها هو منع الاستثمار في الصحف بهدف التأثير التحريري.
فيما يتعلق بالسعودية، يعتزم الشهر المقبل تحفيز الاستثمار في القطاع الثقافي البريطاني. فرازر تؤكد بأن غيابها على الاستثمار من هذا القبيل ليس بديلاً وترى أن الاستثمار في الثقافة البريطانية هو الأفضل في العالم، وأنها لا تريد منافسة الفرنسيين، حيث تبين الفرنسيين تصديروا الثقافة. وسيكون لديها فرصة لتأمل في علاقة بلادها بالاستثمار السعودي في الآونة الأخيرة، خاصة مع الحديث عن انتخابات عامة قد تجري في البلاد هذا العام.