قالت الصحفية الأميركية ناتاشا لينارد إنها شهدت قمعاً عنيفاً من قبل الشرطة خلال تغطيتها لأنشطة المعارضة السياسية والاحتجاجات في الولايات المتحدة على مدى 15 عامًا. في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي، داهمت الشرطة جامعة نيويورك واعتقلت الطلاب المحتجين بشكل وحشي داخل الحرم الجامعي. وأكدت لينارد أن رد الفعل من قبل الشرطة كان مبالغًا فيه وغير متزن.
وأشارت الصحفية إلى أن رد فعل الشرطة يُذكّرها بقمع المحتجين في أعقاب مقتل الشاب الأسود جورج فلويد على يد شرطي في مينيابوليس، ولا تزال الاحتجاجات مسيطرة على الجامعات في أنحاء البلاد. في جامعة كولومبيا، احتل الطلاب قاعة هاملتون، مبنى تاريخي تم احتلاله في الماضي احتجاجًا على حرب فيتنام. ورغم أن الأضرار أثناء الاحتلال كانت طفيفة، إلا أن الشرطة تصدت بقوة للطلاب مما يثير تساؤلات حول انتهاكات حقوق الطلاب.
وجاءت رسالة المتظاهرين التي تدين إسرائيل وتدعو إلى تحرير فلسطين من بين الأسباب التي تمت قمعها من قبل الشرطة. فقد شهدت الجامعات تجمعات طلابية سلمية تطالب بسحب الاستثمارات من إسرائيل مما دفع بالشرطة للتصدى لهذه الاحتجاجات بسوء. ورغم أن الأضرار المادية كانت طفيفة والحرم الجامعي لم يتعرض لأذى كبير، إلا أن الاعتقالات الجماعية للطلاب تركت بصمة سلبية.
وتشير الصحفية إلى أن الطلاب في السنوات الأخيرة كانوا يحتلون الحرم الجامعي دون تصعيد من الشرطة، ولكن هذه المرة كانت الأمور مختلفة. فعلى الرغم من الإجراءات الأمنية الصارمة التي اتخذتها الشرطة، إلا أن الطلاب لم يستسلموا وتمسكوا بمواقفهم. وتساءلت لينارد عما إذا كانت الشرطة فعلت المزيد من الضرر من التلاميذ الذين كانوا يحاولون فقط التعبير عن آرائهم بصورة سلمية.
وفي ختام تقريرها الذي نشرته على موقع إنترسبت، تحدثت ناتاشا لينارد عن الاعتقالات الجماعية التي تعرض لها الطلاب والتصرفات العنيفة من الشرطة في مواجهة الاحتجاجات السلمية في الجامعات. وأكدت أن الشرطة كانت تريد الحفاظ على النظام وإعادة الانضباط بشكل قاسي، على الرغم من أن الاحتجاجات كانت سلمية. وختمت تقريرها بالتساؤلات حول مدى تقدير الحريات الأساسية وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة، خاصة في ظل تصاعد الاحتجاجات والنضالات الاجتماعية.















