يؤمن رئيس بلدية ممفيس الجديد بول يونغ، المهندس الكهربائي ومخطط المدينة، بأن الفنون والثقافة هي مفتاح مستقبل مدينته. ويعتقد يونغ أن الفنون والثقافة تشكل جزءًا من صيغة التنمية الاقتصادية لمدينته، حيث يرى أن هذه الجوانب تميزها عن باقي المدن. ويرى يونغ أن الشركات تبحث عن المدن التي تستقطب المواهب، وغالبًا ما تكون هذه المواهب شبابًا في فترة العمر من الجامعة حتى سن الأربعين، حيث يفضلون المدن التي تكون مثيرة وتحتوي على عناصر ثقافية مختلفة. وبالتالي، يعتبر الاستثمار في الفنون والثقافة هو الطريق الأمثل لجذب هذه المواهب.
تتطلب جذب الشركات الكبرى والموظفين ورجال الأعمال الأكثر طلبًا في الولايات المتحدة وحول العالم مستوى عاليًا من الفنون والثقافة. إذا كانت المدينة ترغب في جذب شركات رائدة للقيام بأعمالها، فإنها تحتاج بالتالي لتكون جاذبة بالنسبة لموظفي تلك الشركة الحاليين والمستقبليين. ولا تكتفي المدن بتقديم إعفاءات ضريبية أو أراضي متاحة أو طرق نقل/توزيع، بل يجب عليها أيضًا تقديم الفعاليات والمهرجانات والمتاحف والمطاعم والحدائق النشطة. الفنون والثقافة، كونها جزءًا من هذا العرض الثقافي، تساهم في جعل المدينة مكانًا مثيرًا وحيويًا.
تشدد الحكومة المحلية في ميمفيس على أهمية النهج الرائد للفنون والثقافة، ويشرح يونغ أنه من واجب الحكومة القيام بدور رائد في دعم هذه القطاعات. ويرى يونغ أن الفنون والثقافة تعتبر نقطة القوة الطبيعية لمدينته، وهو ما يساهم في تحديد هويتهم وتنويع الاقتصاد وجذب المزيد من السكان. ويطمح يونغ إلى إقامة مكتب للفنون والثقافة ضمن الحكومة المحلية لخلق بيئة داعمة للفنانين والمبدعين في مختلف المجالات.
تبرز ممفيس كوجهة رئيسية للفنون والثقافة، حيث تعتبر تاريخها الموسيقي الغني، وخصوصًا بداية الموسيقى البلوز فيها، جذبًا قويًا للمستثمرين والسكان على حد سواء. وبالرغم من أهمية تاريخها الموسيقي، إلا أن يونغ يطمح إلى دفع المدينة إلى الأمام بتركيز على جيل جديد من الفنانين والمبدعين، من أجل دعمهم وبناء بنية تحتية تسمح بنجاحهم وازدهارهم في المدينة. وينوي يونغ إنشاء بنية تحتية للفنانين في مختلف المجالات الفنية من خلال مكتب الفنون والثقافة الذي يعتزم إنشاؤه في الحكومة المحلية.
تحاول ممفيس أيضًا أن تبرز كوجهة لثقافة الأمريكيين من أصل أفريقي، خاصة بعد تجاوزها مدينة ديترويت لتصبح أكبر مدينة بغالبية سوداء في الولايات المتحدة. يعتبر يونغ أن ترسيخ تراثهم وثقافتهم هو جزء مهم من تحديد هويتهم، ويروج لهذا الجانب من خلال الفنون والثقافة، ويسعى لجعله علامة فارقة للمدينة. وإلى جانب التركيز على الفنون والثقافة، يرى يونغ أنه يمكن الاستفادة اقتصاديًا من تسليط الضوء على تركيبة سكان مدينته من أصل أفريقي.