Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

تناولت صحيفة تلغراف البريطانية في تقرير نشرته إمكانية بناء نفق يربط أوروبا بأفريقيا، تحديدا بين إسبانيا والمغرب، وذلك بحلول نهاية عقد 2030. ووفقا للتقرير، قالت الشركة الوطنية المغربية لدراسات المضايق إن العمل جار لاستكشاف العناصر التمويلية والاستراتيجية لهذا المشروع. ومن المقرر أن يمتد الجزء تحت الماء من النفق على مسافة 28 كيلومترا بعمق يصل إلى 475 مترا، وسيواصل بونتا بالما في إسبانيا بمالاباتا في شمال المغرب.

وبالرغم من عدم معرفة تكلفة بناء هذا النفق بشكل دقيق، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى أن تكلفته قد تصل إلى 8 مليارات يورو. ويتوقع خبراء من الجمعية الإسبانية لدراسات الاتصالات أن يكون النفق قادرا على نقل حوالي 12.8 مليون مسافر سنويا، إلى جانب تحويل 13 مليون طن من البضائع بين أوروبا وأفريقيا. وستعتبر طنجة في شمال المغرب نقطة انطلاق النفق باتجاه إسبانيا.

ومن المتوقع أن يقلل هذا النفق من زمن السفر بين مدريد والدار البيضاء إلى 5.5 ساعات فقط، عوضا عن الساعات الطويلة التي يتطلبها السفر عبر الجو أو القيادة. وأخذ هذا المشروع أهمية إضافية بعد إعلان الفيفا عن استضافة كأس العالم 2030 في البرتغال وإسبانيا والمغرب. كما يشير التقرير إلى أن فكرة بناء نفق يربط بين إسبانيا والمغرب تم اقتراحها لأول مرة عام 1930، لكن توقفت المشاريع بسبب صعوبات تقنية في حفر الأنفاق بمادة قاع البحر شديدة الصلابة.

وحتى مع التطور التقني، يعتبر بناء نفق مضيق جبل طارق واحدا من أصعب المشاريع تحت الماء في العالم، وأكثرها طموحا بكثير من نفق القناة بين إنجلترا وفرنسا. ويعود تاريخ خطط النفق إلى عام 1979، عندما اقترحت إسبانيا والمغرب تعيين لجنة لتحليل جدوى المشروع. وكانت هناك مقترحات أخرى في الماضي لبناء جسور طموحة أخرى، مثل جسر يربط بين دوفر وكاليه أو جسر يربط بين أفريقيا وآسيا عبر البحر الأحمر. ومن بين هذه المقترحات الغريبة نسبيا، فكرة بناء نفق فارغ يربط بين لندن ونيويورك.

ويشير التقرير إلى أهمية مشروع النفق بهذا الشكل، خاصة بعد افتتاح خط السكك الحديد فائق السرعة “البراق” في المغرب الذي يربط بين الدار البيضاء وطنجة. ويعكس مشروع النفق الطموح الهندسي لربط القارات ببنية تحتية نقل متطورة. وعلى الرغم من تحديات بناء نفق تحت الماء، يبقى هذا المشروع يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التواصل والتبادل الاقتصادي والثقافي بين أوروبا وأفريقيا.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.