تجدر الإشارة إلى أن معركة الطلبة والأساتذة ضد الشرطة الأميركية في جامعة كولومبيا ليست الأولى من نوعها، وإنما جزء من سلسلة من التحركات الاحتجاجية التي تشهدها الجامعات في أمريكا بشكل عام. وقد تم اعتقال العديد من الطلبة والأساتذة بوحشية وتعرضوا لمعاملة غير إنسانية أثناء هذه الاعتقالات. وتساءل البعض عن مدى تصاعد التظاهرات في جامعات الولايات المتحدة ومدى قدرة الشرطة على التعامل معها بشكل سلمي دون استخدام القوة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الطلبة والأساتذة واصلوا نضالهم من أجل إيقاف حرب الإبادة في غزة، ورفضوا الالتزام بالقرارات التي تقيد حركتهم وحضورهم للجامعة. وقاموا بتنظيم احتجاجات سلمية واعتصامات للتعبير عن مواقفهم السلمية ودعمهم للشعب الفلسطيني.
وقد شهدت الجامعات الأميركية في الآونة الأخيرة موجة من التظاهرات والحركات الاحتجاجية ضد الظلم والاضطهاد في أنحاء العالم، وقد تصاعدت هذه الحركات بشكل كبير مع تفاقم الأوضاع في مناطق مثل غزة وسوريا واليمن والعراق. وازدادت حدة التوتر بين الطلبة والأساتذة والشرطة في ظل تصاعد الصراعات العالمية واستمرار الظلم والاضطهاد.
ومن المهم أن يواصل الطلبة والأساتذة تظاهرهم بشكل سلمي ومنظم من أجل تحقيق أهدافهم ومطالبهم بإيقاف حرب الإبادة في غزة والدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة والحرية في جميع أنحاء العالم. ويجب على السلطات الأميركية أن تحترم حق الطلاب في التعبير عن آراءهم وأن تعاملهم بشكل إنساني ومتساوٍ خلال الاحتجاجات والاعتقالات.
ومع اقتراب ذكرى الاقتحام السابق لجامعة كولومبيا واعتقال الطلبة، يظهر وضوحا أن النضال المستمر لا يزال متجذرا بقوة في قلوب وعقول الطلبة والأساتذة، الذين يرفضون الاستسلام للقمع والظلم ويواصلون صراخهم من أجل العدالة والحرية وحقوق الإنسان في كل مكان.
ولعل ما يجب أن يستمد من هذا الصراع هو العبرة بضرورة التضامن والمثابرة في سبيل قضايا العدالة والإنسانية، وعدم الاستسلام للقمع والظلم بأي شكل من الأشكال. إنها دعوة للتفاؤل والأمل بأن يكون هناك يوم تنتصر فيه قضية الحرية والعدالة للجميع.