وبالنظر إلى هذه الأمثلة التي تبين العنف والوحشية التي قدمها الأوروبيون على مر العصور، تظهر الحقيقة الصادمة والمروعة حول تاريخ العنف الأوروبي. فالحروب الصليبية والكشوفات والاستعمار الذي شملت معظم مناطق العالم كلها كانت تبرر بمفهوم الحضارة، وبررت من خلالها الإبادة الجماعية، التطهير العرقي، والاستعباد ضد السكان الأصليين. ولقد كانت النزعات الدينية تقود هذه الأعمال الوحشية، ويبدي الأوروبيون اهتمامهم بتعزيز الإيمان بأن نزول المسيح وتحقيق النصر على الشرور يتطلب عودة اليهود إلى فلسطين وإنشاء دولتهم، حيث ستتضح النبوءات في معركة هرمجدون التي ستفتح الباب أمام قتال ضخم.
ومن ثم، يظهر أن العنف في الثقافة الأوروبية قد كان مرتبطًا بالدين والسياسة والحروب، حيث شهد التاريخ الأوروبي العديد من الصراعات المدمرة التي أدت إلى مقتل الملايين. فقد كانت الحروب الأوروبية من أطول الحروب في التاريخ وأكثرها دموية، مثل حرب الـ80 عاما وحرب الـ100 عام وحرب الـ30 عاما وحروب نابليون التي سببت خسائر بشرية هائلة. وحتى بعد ذلك، استمر العنف في التاريخ الأوروبي من خلال استكشافاتهم واستعمارهم.
وتبرز الأمثلة التاريخية التي توضح مدى وحشية الأوروبيين وسبب حماستهم للعنف، مثل تقرير عن تناول الصليبيين للحوم البشر خلال الحملات الصليبية، واستخدام أدوات تعذيب مروعة كالخزوق من قبل بعض الحكام الأوروبيين. ولكن أيضًا لا يمكن نسيان العصابات الإسرائيلية والمجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، مما يواصل تاريخ العنف والوحشية في العصر الحديث.
وبالبحث في العنف الديني، نكتشف كيف أن الأوروبيين سعوا لتبرير أعمالهم الوحشية من خلال تحولها إلى قضية دينية، ويبرر قادة الكشوفات والاستعمار تصرفاتهم بمفهوم الحضارة والطموحات الدينية. وهذا ما أظهره تحالف بعض المجموعات الدينية المتطرفة من خلال تأسيس “الصهيونية المسيحية اليهودية” التي تروج لنزول المسيح ومعركة هرمجدون. مع تواجد هذه الأفكار الدينية المتطرفة، يستمر العنف والوحشية في نفوس البشر، سواء في الماضي أو في الحاضر.