رفضت تركيا بشكل قاطع قرارًا صدر عن الجمعية الوطنية الفرنسية يدين المذابح التي ارتُكبت بحق طائفة الآشوريين على يد السلطات العثمانية بين عامي 1915 و 1918. وجاءت هذه الرفض بدعوى أن هذه الأحداث لم تقع على الإطلاق وأن التاريخ يجب أن يُبنى على الحقائق وليس على الأوهام والافتراضات. علاوة على ذلك، أكدت الحكومة التركية أنها ترفض أي تحرك قد يؤثر سلبًا على العلاقات الدولية وتحتمل خلق شقاق بين الدول.
وتعد هذه المذابح ضد طائفة الآشوريين واحدة من أكبر الجرائم التي ارتُكبت خلال الحرب العالمية الأولى، والتي تسببت في مقتل آلاف الأبرياء وتشريد العديد من العائلات. وعلى الرغم من مرور مئات السنين على هذه الأحداث، إلا أنها لا تزال تثير الجدل والجدل الدائر حول ما إذا كانت تركيا مسؤولة عنها أم لا. ومن جانبها، تصر تركيا على إنكار أي دور لها في هذه المذابح وتصف هذه الاتهامات بأنها محاولة للضغط عليها سياسيا.
على الصعيد الدولي، تزيد هذه الخلافات بين تركيا وفرنسا من حدة التوتر بين البلدين، حيث تعتبر فرنسا إدانة هذه الأحداث خطوة ضرورية لإعادة العدالة للضحايا وتحقيق النصرة لهم، بينما ترى تركيا أنه يجب عليها الدفاع عن سمعتها وتاريخها وعدم السماح للتاريخ بأن يُسيء لها بظلم. وعلى الرغم من اتفاق العديد من الدول على إدانة هذه المذابح، إلا أن تركيا تظل متمسكة برفضها هذه التهم وتصر على أنها ليست مسؤولة عن هذه الأحداث.
تشهد المنطقة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط توترات سياسية كبيرة بين تركيا وفرنسا والدول الأوروبية الأخرى، جراء الخلافات حول العديد من القضايا السياسية والتاريخية والاقتصادية. وتعتبر هذه الخلافات أحد أهم التحديات التي تواجه العلاقات الدولية في الوقت الحالي، وتظهر ضرورة وجود حلول دبلوماسية لهذه القضايا قبل أن تتفاقم الأوضاع وتتحول إلى صراعات مسلحة بين الدول المعنية.
في محاولة لتهدئة التوترات، تبذل الدول المعنية جهودًا دبلوماسية مستمرة للتوصل إلى حلول سلمية ومقبولة للجميع بشأن هذه القضايا المثيرة للجدل. وتسعى الجهات الدولية إلى تحقيق استقرار المنطقة وتحقيق التعاون الإقليمي من خلال تعزيز الحوار والتعاون المشترك بين الدول المتصارعة. كما تسعى الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى الضغط على الدول المتورطة في الصراعات والخلافات لتحقيق العدالة وتحقيق حقوق الإنسان للجميع بمساواة وعدالة. ويرى الكثيرون أن الحوار والدبلوماسية يمكن أن تكون الحل الوحيد المناسب لحل هذه القضايا المعقدة والمستعصية.
في النهاية، يبقى السؤال حول ما إذا كانت تركيا ستعترف بمسؤوليتها عن المذابح التي ارتُكبت بحق طائفة الآشوريين خلال الحرب العالمية الأولى أو ستظل تصر على رفض هذه التهم. ومع استمرار الخلافات بين تركيا وفرنسا ودول أوروبا الأخرى، يبدو أن الطريق نحو التوصل إلى حلول توافقية ودبلوماسية مستحيل في المستقبل القريب. ويظل من الضروري تحقيق العدالة والنصرة للضحايا من خلال العمل المشترك بين الدول والمنظمات الدولية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.














