نظريات المؤامرة هي مجموعة من المعتقدات التي قد تأتي جميعاً، وقد تأتي منفردة، فالشخص منظِّر المؤامرة يظن أن هناك جماعة سرية فاسدة تسيطر على شؤون العالم. ويعتقدون أيضاً أن إليزابيث الثانية كائن فضائي من الزواحف، وأن وباء كوفيد ١٩ حدث بسبب الجيل الخامس من شبكات الاتصال. هذه النظريات تشمل أيضاً الأساطير حول فرسان الهيكل والقبائل العشر المفقودة في إسرائيل، وكذلك النازيين والسحر والتنجيم. وتقول بعض النظريات أن الأرض ستنتقل لبعد فيزيائي جديد، سينتقل إليه فقط من يؤمنون بنظريات المؤامرة لارتفاع وعيهم.
من المعروف أن الإيمان بنظريات المؤامرة ليس ظاهرة جديدة، ولكن الجديد هو التعامل معها كمسألة تستحق البحث النفسي. منذ عام ٢٠١٩ شكلت الدراسات حول نظريات المؤامرة أكثر من نصف المنشورات الأكاديمية في علم النفس، وهذا يعود جزئيًا إلى الاعتقاد بأن نظريات المؤامرة يمكن أن تكون لها آثار سلبية خطيرة تحتاج إلى إدارتها. فتورط معتقدات المؤامرة في مواقف مناهضة للعلم يمكن أن يقوض قدرة المجتمع على التعامل مع تحديات مثل تغير المناخ وأزمات الصحة العامة.
تؤدي نظريات المؤامرة أيضًا إلى إثارة العدوان السياسي، حيث تستخدم كأداة لانتقاص المعارضين السياسيين وتشجيع العنف وتعزيز التحيز. عمومًا، تساعد معتقدات المؤامرة على زيادة عدم الثقة في المؤسسات الحكومية وتثير القلق بشأنها. ويصبح الشك المستمر مشكلة عندما يتجاهل الأشخاص الحقائق الراسخة ويقاومون الحلول للمشاكل الاجتماعية. وبهذا الشكل، أصبح الشخص “منظر المؤامرة” رمزًا لحركة مناهضة للتنوير ومجتمع ما بعد الحقيقة، ويتمدد هذا المجتمع بمساعدة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
قد يعرف الكثيرون شخصًا أو أكثر في أسرهم وأصدقائهم الذين يؤمنون بتسطيح الأرض أو بأن القمر مركبة فضائية وغيرها من النظريات الأسطورية. على الرغم من أن هذه النظريات قد تكون مسلية لبعض الناس، إلا أنها قد تكون ضارة عندما تؤثر سلباً على التفكير العقلي والسلوك الاجتماعي. ومن المهم التفريق بين النظريات المؤامرة والحقائق العلمية المثبتة، وتعزيز الوعي بأهمية التحقق من المعلومات قبل تبني أي اعتقاد.
إذاً، يجب على المجتمع أن يتعامل بحذر مع نظريات المؤامرة وأن يسهم في نشر الوعي بين الأفراد حول أهمية الاعتماد على الحقائق العلمية والبحث الموثق. ويمكن للتعليم والتثقيف الفعال أن يلعب دورًا كبيرًا في محاربة انتشار النظريات المؤامرة وتقويض تأثيرها السلبي على المجتمع. وبالتالي، يمكن تحقيق أفضل فهم وتقبل للحقائق العلمية من خلال تعزيز الثقافة العلمية وتعزيز الوعي بأهمية النقد العقلي والتفكير النقدي.














