عادت أزمة الديموغرافية إلى التداول في روسيا، حيث يتحدث الناس عن ضرورة اتخاذ إجراءات طارئة لمواجهة هذا التحدي. تتمحور هذه الأزمة حول تراجع عدد السكان بسبب زيادة معدلات الوفيات وانخفاض معدلات المواليد، إضافة إلى انتشار ظاهرة أسرة الطفل الواحد. ترى بعض الأصوات في روسيا ضرورة البحث عن حلول “محلية” لهذه المشكلة، في حين يرى البعض الآخر ضرورة اعتماد التوجهات الغربية في سياسة الديموغرافية.
وفقًا لهيئة الإحصاءات الروسية، يقدر عدد السكان في روسيا بنحو 146.15 مليون نسمة، مع تحذير من انخفاض متوقع في السنوات القادمة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة لزيادة معدل المواليد. تتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد الروس إلى 112.2 مليون شخص بحلول عام 2100، مما يجعل السلطات في روسيا تحذر من أزمة ديموغرافية أخطر في المستقبل.
تقدم المحللون حلولًا هجينة لمواجهة أزمة الديموغرافية في روسيا، مثل زيادة الدعم المالي للأسر الشابة وتوجيههم نحو قيم إنجاب الأطفال، كما يشددون على أهمية تكريس القيم الأسرية وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية. كما يشجعون على وضع إستراتيجية وطنية موحدة لتحفيز الأسر الشابة على الإنجاب من خلال تقديم مزايا اقتصادية وحلول لقضايا الإسكان.
يرون المحللون أن العودة إلى القيم الأسرية واستعادة مؤسسة الأسرة في روسيا من شأنها أن تسهم في حل أزمة الديموغرافية، حيث يشير البعض إلى أهمية دعم الأزواج الشباب وتوفير بيئة مناسبة لهم لتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرية. يؤكد الخبراء على أن سياسة ديموغرافية متخصصة قد تساعد في الحفاظ على حجم السكان وزيادة معدلات المواليد.
تشير الإحصاءات إلى أن تعديلات في “رأسمال الأمومة” والتسهيلات الحكومية لدعم الأسر قد أدت إلى زيادة في عدد الأطفال المولودين في روسيا. تحذر الدراسات من أن الدعم المقدم حاليًا لا يكفي للولادة الرابعة وما بعدها، مما يتطلب تحديث وتعزيز السياسات الحالية لمواجهة أزمة الديموغرافية في البلاد.