تناول الناشط الإسرائيلي إيال شاني (56 عامًا) مشاريع المستوطنين الإسرائيليين وأعمال العنف التي يمارسونها ضد الرعاة الفلسطينيين في منطقة مسافر يطا في الضفة الغربية. ويصف شاني نفسه بأنه الدرع الواقي الأخير بين الفلسطينيين والمستوطنين في هذه المنطقة الصحراوية، حيث يرعى الرعاة أغنامهم. ويدين شاني منذ فترة طويلة أعمال المستوطنين ويقول إن وجودهم يحمي الفلسطينيين من القوة الهائلة التي يتمتع بها المستوطنون.
يروي الفلسطيني شحادة سلامة مخامرة (60 عاماً) تجاربه مع المستوطنين، حيث تعرضت والدته المسنة (75 عاماً) لهجوم من قبل مجموعة من المستوطنين الشبان عند منتصف الليل، مما تسبب في عدم الشعور بالأمان والراحة له ولعائلته. ويعبر عن عدم فهمه لأسباب تعرضهم للهجمات في هذه الأرض الصحراوية، ويؤكد على أنهم أشخاص مسالمون وليس لديهم علاقة بالسياسة.
ويشير إيهود كرينيس (57 عامًا) إلى أن عدد الناشطين الإسرائيليين الموجودين في المنطقة لم يعد كافياً لمواجهة المستوطنين الأقوى بفعل دعم الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، حيث يتمتع المستوطنون بدعم واضح من بعض الوزراء. ويشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تدعم بشكل واضح المستوطنين دون أي مساءلة عن أعمالهم العنيفة.
ويسجل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) العديد من الهجمات التي نفذها المستوطنون بين أكتوبر ومارس، حيث ارتفعت حوادث الهجوم إلى 6 حوادث يوميًا في المتوسط، مقارنة بثلاث حوادث قبل اندلاع الحرب في غزة. وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع عدد القتلى والمصابين في الضفة الغربية منذ الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة “حماس” في أكتوبر.
ويوضح إيهود كرينيس أن القضاء الإسرائيلي قضى لصالح الجيش في قضية تحويل 8 قرى في مسافر يطا إلى منطقة عسكرية، مما يمهد الطريق لطرد سكانها الفلسطينيين. ويشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يسمح للمستوطنين بالاستيطان بشكل غير قانوني في تلال المنطقة، ويقوم بطرد الفلسطينيين بطريقة غير مباشرة.
بالرغم من التحديات والصعوبات التي تواجههم، يعبر زكريا العدرة وزوجته شوق عن شكرهم للنشطاء الإسرائيليين مثل إيهود وإيرين على دعمهم المعنوي والمادي. ويتحدثون عن التغيرات الكبيرة التي طرأت على وضعهم منذ اندلاع الحرب في غزة، ويعبرون عن عدم قدرتهم على العيش بأمان وراحة في ظل تهديدات المستوطنين وغياب العدالة والرعاية الأمنية من السلطات الإسرائيلية.
