قد تلقت القيادة السودانية دفعة معنوية ودبلوماسية بعد زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، إلى بورتسودان. خلال الزيارة، أعلن بوغدانوف دعم بلاده لسيادة السودان ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونه. كما تم التأكيد على تبادل الدعم السياسي والتعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين.
وفي إطار تعزيز الوجود الروسي في القارة الأفريقية، عقد بوغدانوف وفريقه لقاءات مع عدد من القادة السودانيين، بما في ذلك رئيس مجلس السيادة ووزير الخارجية، لبحث توسيع الاستثمار الروسي في إنتاج المعادن وخصوصًا الذهب. كما أكدت وكالة الأنباء السودانية أن القيادة السودانية تحولت بشكل كامل نحو الشرعية والرؤية السودانية.
من جهة أخرى، يتزايد القلق بين المراقبين من تحول السودان إلى ساحة صراع بين روسيا وأوكرانيا، حيث كانت هناك تقارير عن دعم مجموعة “فاغنر” الروسية لقوات الدعم السريع في السودان، بينما تؤكد تقارير غربية على دعم المخابرات العسكرية الأوكرانية للجيش السوداني، مما يثير مخاوف من اتساع نطاق الصراع.
ويبدي الباحثين مخاوفهم من أن تكون الزيارة الروسية إلى السودان جزءًا من محاولة لتعزيز دور روسيا في القارة الأفريقية ومواجهة غير معلنة مع المنظومة الغربية. كما يرى الباحثون أن مكانة السودان كمركز جيوسياسي مهم يشعل الصراع بين القوى الكبرى.
ومع انتعاش الدور الروسي في القارة الأفريقية، يبحث الروس في تعزيز نفوذهم وتعاونهم مع صناع القرار السودانيين، خاصة في مجال بناء قاعدة بحرية روسية على سواحل البحر الأحمر. ويصف مراقبون هذه الخطوة بأنها تأتي في إطار تعزيز الوجود الروسي الاستراتيجي في المنطقة، على الرغم من تأجيل التنفيذ بسبب الأحداث السياسية الجارية في السودان.
وختاماً، فإن السودان يشهد تحركات دبلوماسية متبادلة بين روسيا وأوكرانيا، مما يثير مخاوف المراقبين من تحوله إلى ساحة صراع بين القوى العالمية. وتأتي زيارة الوفد الروسي للسودان في سياق تعزيز دور روسيا في القارة الأفريقية، بمحاولة لمواجهة المنظومة الغربية وتوسيع نفوذهم في المنطقة.