Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

وبالرغم من صمود الطلاب والأساتذة وتحدّيهم للطغيان والظلم، إلا أن الحكومة الأميركية واصلت تمويل إسرائيل ودعمها في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة. وبالرغم من الإدانات الدولية والشعبية لهذه الأعمال الوحشية، فإن الإدارة الأميركية أغلقت عينيها عن الحقائق واستمرت في دعم إسرائيل بمبالغ مالية ضخمة وإمدادات عسكرية، مما يؤكد على استمرارية العلاقة الوثيقة بين البلدين رغم كل الانتقادات والانتفاضات.
وفي هذا السياق، يبدي الكثيرون استغرابهم من تناقضات السياسة الأميركية في التعامل مع حقوق الإنسان، فهم يرون الحديث عن الحريات وحقوق النساء في دول أخرى دون التصدي لانتهاكات إسرائيل بمثل العنف والاضطهاد. وتثير تلك الصور المؤلمة والمروعة للنساء والطلاب الأميركيين وهم يتعرضون للضرب والاعتقال خلال تظاهراتهم ضد الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي سؤالاً حول مدى صدق الدولة الأميركية في تعزيز قيم الحرية وحقوق الإنسان.
وتبقى انتفاضة الجامعات الأميركية محط أمل للكثيرين في تغيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه إسرائيل ودعمها للقضية الفلسطينية، وهي أيضاً ترجمة لتضامن شعبي عابر للتقسيمات والانتماءات مع قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة. ومع استمرار التظاهرات والحراك الطلابي في العديد من الجامعات الأميركية، يتوقع الكثيرون تأثيراً إيجابياً على التغيير المطلوب في سياسة الدولة تجاه القضية الفلسطينية ودعمها للاحتلال الإسرائيلي.
ومع التقدم في الزمن وزيادة الوعي السياسي لدى الشباب في الغرب، يتوقع الكثيرون أن ينكشف الغطاء عن العلاقة الوثيقة بين الحكومة الأميركية وإسرائيل، وأن يزداد الضغط على الحكومة لتغيير سياستها وتوقف عن دعم الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين. وبهذا السياق، يمكن أن تكون انتفاضة الجامعات الأميركية بمثابة بادرة إيجابية نحو تحقيق العدالة والسلام في المنطقة، وتغيير السياسات الظالمة المنحازة لإسرائيل وتجاهل لحقوق الشعب الفلسطيني.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.