يخرج القارئ بانطباع بأن رواية “قناع بلون السماء” للكاتب الفلسطيني باسم خندقجي تحفل بالمعلومات عن التاريخ، السياسة، والدين، وتستخدمها بدقة وعناية دون أن تخرج عن المسار الفني. تدور القصة حول بطل يسعى للكتابة عن مريم المجدلية على الرغم من تحديات الاحتلال الإسرائيلي والفصل العنصري. يتقدم البطل بالكتابة بطريقة متقنة، ويسجل بطاقات صوتية لتحديد مسار القصة.
تتضمن الرواية عنصراً من الرواية داخل الرواية، مما يعطي تعقيداً للسرد، حيث يكتب البطل عن بطله يُدرك خندقجي القارئ بأن الشخصيات تحرك بإرادته ويضع لهم تحديات لا تقل أهمية عن تلك التي يواجهها في الواقع. تتواجد في الرواية شخصيات متعددة تتناول مسألة الهوية والانتماء بشكل عميق، خلال رحلة البطل في البحث عن أسرار مريم المجدلية.
الرواية تنتقل بين فترات زمنية مختلفة وأماكن متعددة، تعكس صراعات الحياة اليومية وتحدث تغييرات في هويات الشخصيات. يستفيد خندقجي من تسجيلات صوتية لبطل الرواية ليعكس مشاعره المتناقضة وآماله ومخاوفه حول الحرية والهوية. يعتمد الكاتب على الأحداث التاريخية والأثرية والدينية لدمج العناصر الثقافية في عمله.
تستحق رواية “قناع بلون السماء” القراءة لمدى تجريبيتها وجمالياتها، وللأسئلة العميقة التي تطرحها حول الهوية الفردية والجماعية. يقدم خندقجي تحليلاً دقيقاً لتأثير الظروف السياسية على حياة الأفراد، مما يجعل الرواية ذات أهمية كبيرة في فهم تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني وتحدياتهم في مواجهة الاحتلال. تبرز الرواية قضية الهوية والهجرة والانتماء بشكل ملحوظ، وتشير إلى مدى تأثير الظروف السياسية والاجتماعية على تشكيل الهوية الفردية للأشخاص.
بفضل استخدام خندقجي للتقنيات الروائية المتقدمة والتعمق في الشخصيات والقضايا الاجتماعية، تشكل رواية “قناع بلون السماء” قصة مؤثرة تتناول تحديات الهوية والحرية في سياق الاحتلال والصراع السياسي. تجسد الرواية رحلة بحث شخصية معقدة عن الهوية والإنتماء في سياق سياسي صعب، مما يجعلها قراءة مثيرة وممتعة لمحبي الأدب العربي الحديث.