في غرفة الاستقبال بمقر حزب العمال الوطني الاشتراكي الألماني، تراكمت نسخ من “تحقيق في المسألة اليهودية” وهي مقالات من الصحيفة الأمريكية “ديربورن إندبندنت”. ولكن الأمر لم يكن عاديا بسبب أن الكاتب الرئيسي لتلك المقالات كان “هنري فورد” مالك علامة “فورد” للسيارات. تم التحقق من علاقة محتملة بين “فورد” و”هتلر” واستخدام تلك المقالات في دعاوى قانونية ضد شركة “فورد موتور”.
في العام 1998، أشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى تصريحات من “أدولف هتلر” أكد فيها أن “هنري فورد” كان مصدر إلهام له. وقد تم استخدام صورة لـ”فورد” في مكتب “هتلر”، كما أشار “هتلر” إلى تقدير الفاشية لسياسته المعادية لليهود. وعندما تم ترشيح “فورد” لمنصب الرئيس، أعرب “هتلر” عن دعمه له وعن رغبته في نشر قوات خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
“هنري فورد” ولد في عام 1863 ونشأ على مزرعة في ميشيغان. كان يحب العمل اليدوي والميكانيكا، وتأثر برؤى تصنيع السيارات منذ صغره. بدأ بصناعة محركات بخارية وعمل في شركات ميكانيكية قبل أن يفتح ورشة خاصة به. صمم أول سيارة وبعتها حتى بدأ في صناعة سيارات أخرى.
في عام 1903، أسس “هنري فورد” شركة “فورد للسيارات” وقدم سيارة “الطراز أ” التي اشتهرت بأسعارها المنخفضة وسهولة تصنيعها. استخدم خطوط تجميع متنقلة لزيادة الإنتاج وخفض تكلفة الإنتاج. وحققت الشركة نجاحا كبيرا، حيث احتلت نصيبا كبيرا من سوق السيارات الأمريكية وكانت تصدر للسوق الألمانية أيضا.
تورط شركة “فورد” مع النظام النازي أثار ضجة، حيث كانت تصنع الشاحنات العسكرية للجيش الألماني. وكان “فورد” معجبا بألمانيا النازية وخالف دخول أمريكا في الحرب. تم اتهام الشركة بدعم النازية وتصدير موارد إستراتيجية لألمانيا. وقد تم تقديم تقارير ووثائق تثبت هذا الدعم، وتم طلب اعتذار من “هنري فورد” لليهود بعد تورطه في تلك القضايا.
