تظهر قارة زيلانديا المخفية في المحيط الهادي من خلال قمم صخرية في جنوب نيوزيلندا. يُعتبر الكشف عن زيلانديا نقطة تحوّل في علم الجيولوجيا، مع اكتشاف قشرة سميكة وصخور قديمة على قاع المحيط. تشكل زيلانديا جزءًا من قارة غندوانا وانفصلت منها قبل 105 مليون سنة، وتعرضت لغرق جزئي قبل 30 مليون سنة. تُعتبر زيلانديا آخر قارة تم اكتشافها بالكامل في العالم.
تأسست نيوزيلندا على أراضي زيلانديا بوصول البولينيسيين في القرن 12-13 الميلادي. حيث اكتشفوا الأرض بواسطة رحلات استكشافية بحرية. وبعد ذلك بأكثر من 100 عام، عاد الرحالة البريطاني “جيمس كوك” لاستكشاف المنطقة. يعتبر اكتشاف زيلانديا تحفة علمية كبيرة تظهر كيفية تطور الأرض عبر الزمن.
تظهر الأدلة الجيولوجية على وجود زيلانديا كقارة مستقلة في قاع المحيط، وتشمل الصخور القديمة والتضاريس المرتفعة. تعتبر زيلانديا الوحيدة التي تم مسحها برا وبحرا بالكامل. ويؤكد العلماء أنه من الضروري إعادة تقسيم الخرائط الجغرافية لتضم زيلانديا كقارة ثامنة.
اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ساعدت في تسريع الاكتشاف واستكشاف زيلانديا. حيث يمكن لنيوزيلندا زيادة مساحتها الإقليمية بمقدار ستة أضعاف من خلال إثبات أنها جزء من قارة أكبر. ويُتوقع بحسب العلماء أن يحدث شرخ في زيلانديا مما يفصلها إلى قسمين في المستقبل.
بالرغم من الاكتشافات العلمية الكبيرة حول وجود زيلانديا كقارة مستقلة، إلا أن القرار النهائي بشأن تصنيفها كقارة قائم على الجوانب السياسية والقانونية. يبقى النقاش مستمرًا بين العلماء بشأن دور زيلانديا في فهم تطور الأرض وفي تغيير الحدود الجيولوجية والاقتصادية للدول في المنطقة.















