في هذا النشرة الأسبوعية، تختار رولا خلف، رئيسة تحرير الصحيفة المالية، قصصها المفضلة. في 5 سبتمبر 1993، زار الإمبراطور أكيهيتو من اليابان بازيليك سان ماركو في فلورنسا كجزء من جولة دبلوماسية أوروبية. رافقه فريق صحفي وصوري كبير، وكان أحد هؤلاء الصحفيين هو فابريزيو جيوفانوتزي، صحفي الصور الشاب من فلورنسا. وبينما كان يتأمل الإمبراطور لوحات النهضة في الكنيسة، وجد جيوفانوتزي فرصة للتقاط الصورة المثالية. وبفضل ذلك اللحظة، أصبح توليني فوتوجورناليسمو الذي يديره اليوم هوأرشيف غني من لحظات تاريخية في تاريخ فلورنسا الفوتوغرافي.
يحوي المجموعة التي تأسست في عام 1944 من قبل جوليو توريني، مصور الأسوشيتد برس، على أكثر من مليوني لقطة. ومن بين الصور التي تتوزع على الجدران، والتي تعرض للبيع، تاريخيات هامة من تاريخ فلورنسا، بالإضافة إلى لقطات من الحياة اليومية. بالإضافة إلى الوجوه الشهيرة مثل صوفيا لورين وبريجيت باردو وريتشارد بيرتون وإليزابيث تايلور، يمكن أيضاً العثور على لقطات بسيطة تعكس الحياة اليومية في فلورنسا. ويرى جيوفانوتزي أن الكاميرات الرقمية قد غيّرت الصورة في سوء. يعتقد أن الصور السابقة كانت تتطلب مهارة خاصة وأن الرقمنة قد أفقدت الفن تلك الروح.
إلى جانب تاريخ فلورنسا، يحوي الأرشيف أيضاً لقطات لأشخاص ومواقف قد لا تكون قد سجلت بدونه. بعض العملاء أدركوا أن آباءهم كانوا من بين الأشخاص في الصور، مثل شاب عائد من مباراة لفيورنتينا في ميلان في الخمسينيات. وكان هناك أيضاً مشهد لعائلة تستمتع بيوم على ضفاف نهر الآرنو في الستينيات، وقد تعرفت إحدى الزوار على عائلتها كاملة في الصورة وكانت تقدم لها. تلك اللحظات تجلب الدموع إلى عيني الزائرين وتعيد لهم ذكريات قديمة.
بالرغم من أن جيوفانوزي يقبل على أخذ صور جواز السفر الجديدة للزبائن، إلا أنه يبدو أكثر حماسة لترقية الأرشيف الرقمي. يعتقد أن الكاميرات الرقمية قد أفسدت الفن، حيث كان يجب في الأيام القديمة اختيار اللحظة الصحيحة والوقت المناسب للتقاط الصورة. وبفضل هذا الأرشيف، تبقى تلك اللحظات التاريخية والحياتية حية وباقية، لتروي قصصًا من الماضي وتعيد تذكير الناس بتاريخهم وأصولهم، وتأخذهم في رحلة عبر الزمن.