تحذر الأمم المتحدة من تدهور الوضع الزراعي في السودان مع اقتراب موسم الزراعة، حيث أصبحت الكثير من الأراضي المزروعة مهجورة بسبب النزوح الكبير الذي نتج عن الحرب الدائرة منذ عام بين الجنرالين المتنافسين على السلطة. يواجه العديد من السودانيين الخطر من المجاعة في مختلف أنحاء البلاد، خاصة في دارفور وكردفان. تشير التقارير إلى أن الكمية المتوفرة من الغذاء في دارفور قد انخفضت بنسبة كبيرة مقارنة بالعام الماضي، مما يزيد من تفاقم الأزمة.
تشهد مناطق مختلفة في السودان اضطرابات واشتباكات مستمرة بين ميليشيات الدعم السريع التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو وقوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان. تصاعدت حدة القتال، مما أدى إلى تدمير المدن والقرى، والنهب، والتهجير القسري، مما جعل السودانيين يتعرضون لمأساة يومية. هذا الوضع يهدد موسم الزراعة القادم ويجعل الحاجة إلى المساعدات الإنسانية أمراً ملحّاً.
تعاني الزراعة في السودان من تدهور كبير حيث أصبحت الأراضي المحروقة تزيد عن الأراضي المزروعة. يعتمد 60 في المائة من السودانيين على الزراعة لكسب العيش، ولكن جراء النزوح الناتج عن الصراع، ترك العديد من العائلات مزارعها مما يعرض البلاد لمأساة إنسانية كبيرة. تشهد ولاية الجزيرة انخفاضاً كبيراً في إنتاج القمح بنسبة 70 في المائة، الأمر الذي يعيد التفاقم مع اقتراب موسم البذر الجديد.
تشير التقارير إلى أن 37 في المائة فقط من الأراضي في السودان مزروعة بسبب الصراع المندلع وتدمير البنى التحتية. يواجه المزارعون صعوبات في الوصول إلى الأسواق لشراء البذور والأسمدة والوقود اللازم لبدء موسم الزراعة القادم. يصف بعض المزارعين حالتهم باليأس حيث لا يمكنهم العودة إلى مزارعهم نتيجة النزوح والاضطرابات المستمرة في البلاد.
تعتبر المساعدات الإنسانية الضرورية في السودان خاصة في ظل توقف الاستيراد والتصدير وتدهور النظام المصرفي. تلعب منظمات الإغاثة دوراً حيوياً في تأمين الإمدادات الزراعية الضرورية للمزارعين وسد النقص في الغذاء. تهدد الحرب الدائرة بمزيد من التدهور الاقتصادي والاجتماعي في السودان، مما يزيد من التحديات التي تواجه البلاد.
تطلب الأمم المتحدة تحركاً سريعاً لتقديم المساعدات والدعم اللازم للسودان للتصدي للأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد. يجب تقديم الإمدادات الزراعية اللازمة للمزارعين في الوقت المناسب لبدء موسم الزراعة القادم والحد من انتشار الجوع والمجاعة. يجب تضافر جهود المجتمع الدولي لمساعدة السودان في تخطي هذه الأزمة الإنسانية التي تهدد حياة الملايين.














