بحسب دراسة قام بها فريق دولي من الباحثين، فإن أصحاب شكلي الجسم يشبه الكمثرى أو التفاحة هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة بالأشخاص ذوي الأجسام الأخرى. شارك في البحث باحثون من عدة جامعات حول العالم، وتم نشر النتائج في دورية علمية مرموقة. وقد قام الباحثون بالتأكيد على أن لدى أصحاب هذه الأشكال الجسدية مسارات جزيئية فريدة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان.
ويشير البحث إلى أن هناك عوامل وراثية معينة تلعب دوراً مهماً في زيادة احتمالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى أصحاب الأجسام ذات الشكل المماثل للكمثرى والتفاحة. وقد تم تحليل العينات الوراثية ومقارنتها بين مجموعات الأشخاص المختلفة للكشف عن تلك العوامل المؤثرة. وقد أثبتت النتائج أن هناك تفاوتاً واضحاً بين الأفراد الذين ينتمون إلى هذه الفئة وبين الأفراد ذوي الأجسام الأخرى.
ومن المهم فهم أن هذه الدراسة تسلط الضوء على أهمية العوامل الوراثية في تحديد احتمالات الإصابة بأمراض السرطان، وتحمل رسالة حول أهمية التوعية والكشف المبكر عن هذا النوع من الأمراض. فالتعرف على خصائص الجسم وعوامل الخطورة المحتملة يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في تحديد الاحتمالات الشخصية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية والعلاج.
وبناءً على النتائج العلمية التي توصل إليها الباحثون، يجدر بالأفراد الذين يعتبرون أنفسهم من فئة الأشكال الجسدية المذكورة أن يكونوا أكثر يقظة واهتماماً بصحتهم وبإجراء فحوصات دورية للكشف المبكر عن أي تغيرات محتملة. فالتدخل المبكر واتباع أسلوب حياة صحي قد يكون العامل الأساسي في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان وزيادة فرص الشفاء.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة تعتبر خطوة مهمة في مجال البحث العلمي حول العلاقة بين العوامل الوراثية والاحتمالات الصحية للأفراد. وتعكس النتائج الحديثة تطوراً في فهم العلماء لموضوع السرطان والعوامل المؤثرة على انتشاره. وبناءً على ذلك، يمكن أن تشكل هذه الدراسة نقطة انطلاق للتوجه نحو استراتيجيات جديدة للوقاية من هذا النوع من الأمراض ولتطوير سياسات صحية موجهة نحو الوقاية والتشخيص المبكر.