Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

تروي الحكاية قصة رجل قروي أمسك بذئب صغير في الوادي وأخذه للعب به مع أولاده، وبدأ يسقيه حليباً ثم تطورت الأمور حيث نما الذئب واستفزتهم أفعاله، وانتهى الأمر بالذئب بتهمة يد صاحب الدار ونهش ساق أحد أولاده. فلما عجز الرجال عن التعامل مع الذئب، استشار صاحب دماغ أكبر واقترح عليه أن يطعم الذئب لحمًا لترويضه، وهكذا تعلم الذئب أنه ليس ذئب دجاج.

أما في العلاقة بين العرب وإسرائيل، فقد تغيرت ملامح العلاقة حيث كان يعتقد بوجود نافذة للسلام مع إسرائيل ولكنها تحولت إلى جدار عازل. ويمكن اعتبار إسرائيل كذئب كبر وسط المجتمعات العربية الذين كانوا يستمتعون به ثم انقلب عليهم وأصبح تحدياً. بينما يبدي أهل البيت الاندفاع لتهدئة الذئب والتفاوض معه، سواء بسبب الضرورة أو لأغراض أخرى.

لاحظ عدم تقسيم العرب عام النكبة عام 1967 وإنما بدأت الانقسامات بعد نصر أكتوبر المجيد عام 1973. حيث بدأ التناحر بعد الانتصارات بسبب الافتخار بالنجاح وتبرأ الجميع من الهزيمة. ونجد أن بعض الأساليب في التعامل مع العدو يمكن أن تكون أفضل من التعامل مع الصديق المخادع والعدو الحاسم يتصرف بالعقل والمنطق بينما الصديق المخادع يتملكه العاطفة.

عندما تدرس أوضاع النخب العربية وقادتهم وسماسرتهم تجد أنهم يطرحون الشعارات بلغة قديمة ومستهلكة ولكن الشعوب لم تعد تتفاعل معها. ويثبت الواقع أن بعض القادة العرب كانوا متوهمين بسهولة القضاء على إسرائيل ولكنها ترسخت أكثر وأخذت بالتطور والتعزيز من قوتها.

وفي النهاية، يستنتج المقال أنه في العالم العربي فإن العدو ضروري لإثارة الانقسامات وحل الصراعات الداخلية، ويبدي بعض القادة والنخب العربية أنهم يركزون على العدو كوسيلة لتفادي المشاكل الداخلية وينشغلون عن التنمية والبناء، وهذا ما يعيد التساؤل حول دور العدو في توجيه الأوضاع في العالم العربي.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.