عندما تفك السيدة رولا خلف، رئيس تحرير صحيفة فاينانشيال تايمز، يكشف عن قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية، نجد أن المملكة المتحدة قد حققت نجاحًا ملحوظًا في إنشاء وتربية شركات التكنولوجيا والنمو. تحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث عدد الشركات الناشئة، خلف الولايات المتحدة والصين، وبشكل كبير أمام منافسيها الأوروبيين. وتُعتبر ثالث أكبر وجهة في العالم للاستثمارات رأس المال الاستثماري. لكن عندما تصل هذه الشركات لبعد إضافي، تتمتع البلاد برابع أكبر عدد من الشركات الخاصة التي تزيد قيمتها عن مليار دولار – “اليونيكورن” – في العالم. ولكن عندما تصبح هذه الشركات أكثر نضجًا وتُدرج في بورصات كبرى، تفتقر البلاد بشكل فاحش.
حكومة المملكة المتحدة تدرك أن هناك مشكلة، وقد تمثل الاستجابة الافتراضية لهذه المشكلة في إضافة تساهمات ضريبية جديدة لتحفيز الاستثمار المحلي. ومع ذلك، لم تنجح هذه الإجراءات في تحقيق الهدف الحاسم للحفاظ على شركات النمو داخل البلاد. هناك بالتأكيد مساحة للسلطات لجعل من الصعب على الشركات الأجنبية استحواذ الأصول البريطانية المرغوبة، وذلك لضمان التملك المحلي. ومع ذلك، يحتاج المملكة المتحدة إلى سوق رأس المال فعّال ومضياف للشركات التكنولوجية والنمو الكبيرة، شيء غير متاح حاليًا.
إحدى الميزات التي تعيق إدراج الشركات التكنولوجية في لندن هي حظر المملكة المتحدة على فئات الأسهم المزدوجة، التي تسمح لمؤسسي الشركات بالاحتفاظ بالتحكم في التصويت في الشركة. ولو كان هناك مثال بريطاني على مثل هذه النماذج مثل مارك زوكربيرغ من شركة ميتا أو لاري بيج وسيرجي برين من شركة ألفابت، فإنه من غير المؤكد أنهم لكانوا اختاروا البقاء على الشاطئ. وعندما يتعلق الأمر بالبورصة البريطانية، فإن رسم الضريبة المعلقة يحد من عوائد المستثمرين ويدفع الاستثمار إلى مواقع أكثر ودية، مما يؤثر على التقييمات.
حتى لو تم حل المشكلات المذكورة أعلاه، فإن السوق الأمريكي للأوراق المالية لا زال يتمتع بمزايا لا تقهر. إذ تمتلك عمقًا كبيرًا كمصدر للتمويل الإمكاني، حيث أن قيمته السوقية 12 مرة أكبر من تلك للمملكة المتحدة، ويتم تقديرها بشكل كبير بشكل أكبر – حيث يكون متوسط الأرباح للمؤشر ناسداك أقرب شيء إلى ضعف مؤشر الأسهم FTSE. ولكن إذا تحررت الشركات العامة البريطانية من نظامها القديم الذي يتطلب جمع الأموال من خلال “حقوق الاكتتاب”، فسيتمكنون من تقديم أسهم جديدة على البورصات الأمريكية للمستثمرين الأمريكيين، وبذلك يحصلون على إمكانية الوصول إلى عمق كامل لرأس المال الاستثماري الأمريكي. وفي النهاية سيساعد زيادة قاعدة المساهمين الأمريكية والملف الشخصي الأعلى في الولايات المتحدة على تقليص الفجوة التقديرية.