أظهرت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مختلف مناطق الدولة الأسبوع الماضي وجود زجاجة بيبسي كولا نادرة مغلقة، يعود تاريخها إلى الستينيات من القرن الماضي وتحمل اسم (دبي). تم العثور عليها بواسطة المواطن علي راشد محيان الكتبي في بطحاء الذيد بالشارقة، وبعد تحقيق تبين أنها من إصدار (شركة دبي للمرطبات) التي تأسست في عام 1958، وتاريخ الزجاجة يعود للعام 1962، بحسب تاريخ الإنتاج والانتهاء.
علي راشد محيان، الذي حصل على بكالوريوس علاقات دولية وماجستير في التاريخ والحضارة الإسلامية ويستعد للدكتوراه، أكد أن اهتمامه بالتراث والآثار قاده لزيارة بطحاء الذيد بعد هطول الأمطار الكبيرة. تلاحظ أثناء تتبع الوادي بالبطحاء وجود آبار قديمة وكشف وجود الزجاجة في تجويف بين الصخور. تفاجأ بحفاظ الزجاجة على حالتها وعبوتها مع الكتابة الموجودة عليها رغم مرور الزمن والظروف الجوية.
الزجاجة المحفوظة لها عبوتها والتي يعود تاريخها لعام 1962 تدل على جودة المنتج آنذاك واهتمام حكومة دبي بالتجارة والنظرة الاقتصادية البعيدة المدى. تقدم دبي بيئة مثالية للشركات الناشئة بفضل الابتكار والتكنولوجيا والدعم الحكومي للمستثمرين. يؤكد المحيان على أهمية الهوية والتراث وحفظهما كجزء من الثقافة الإنسانية الضرورية للتفاعل مع العالم الخارجي.
علي محيان يشير إلى اهتمامه بالتاريخ والجانب الآثاري والمقتنيات التراثية التي يعثر عليها خلال بحثه في المناطق التراثية. يحتفظ بالوثائق البريطانية المترجمة ووثائق أخرى كمصدر للمعرفة. يرى المحيان أن التراث والتاريخ هما جزء لا يتجزأ من هوية الإنسان وأنهما يعتبران مصدرا للفخر بحضارات الأجداد وعليه فإن الحفاظ عليهما وتنميتهما يعتبران استراتيجيتين حيويتين للدول.
الزجاجة التي تم العثور عليها تبين جودة المنتجات التي كانت تصنع في تلك الفترة والاهتمام بالحفاظ عليها. اكتشاف الزجاجة يثير الفضول حول العديد من البقايا التاريخية والآثار التي يمكن العثور عليها في مناطق تراثية في الدولة. يشير المحيان إلى أهمية الحفاظ على التاريخ والتراث كتحفة وطنية وكجزء من الهوية الإنسانية الضرورية للقوة والاستمرارية.
