Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

بين الأميرة الأندلسية وَالآنسة الفلسطينية اللبنانية مي زيادة توجد مشتركات يمكن إخضاعها لنقطتين رئيسيتين: زاوية الميل والاهتمام، وسلطان “الجذب العام”. كلاهما كان لهن بريد مراسلات نشط، وحسابات تفاعلية كثيفة بطلبات الصداقة التي تمت الاستجابة لها على سجل الصالون الذي أقفل باب القلب أمامه. تمتلك كل منهن مكانة أدبية، يتوجه إليها الأدباء من عصرهن.

قامت الأميرة الأندلسية بنفخ حياة جديدة في صحن بيتها عندما أسست “صالونا أدبيا”، وأنشأت معه معهدا نسويا للآداب والفنون في حين كانت مي زيادة تدير صالون أدبيا مشهورا، يتنافس في النخبوية مع صالون ولادة. رغم فارق اللقب، كان رواد صالون ولادة من وزراء ذوي سلطة سياسية، بينما كانت رواد صالون مي من أمراء بيان أدبي.

لم يكن النجاح البياني أو الإنتاج الأدبي نقصانا عند الطرفين ولا عند الأديبتين. كان لدى الفتاة قرطبة ونظيرتها الشامية الصالونين الخاصين بهما، ميداناً للتنافس على أقلبهما. كانا يتنازعان على الهوى والجوى في معركة الاستئثار، إحداهما يلهب مشاعر من هب ودب، والأخرى تلهم من هب ودب أدباء صالونها.

انتهت حياة الأديبتين بمفارقتهما لعالمنا، حيث لم تترجم المنافسة بينهما إلى حب دائم. وفي النهاية، توفيت ولادة على فراش الكبر في قرطبة، في حين توفيت مي زيادة بعد مأساة حين كانت تعاني من الحجر الأهلي والمرض النفسي. ورغم اختلاف مستوى الفجيعة، كانت لهما إرث أدبي غني ومحفوظ.

تم وصف ولادة على الشاهد قبرها في القاهرة بأنها نابغة الشرق وزعيمة أديبات العرب. بينما على “نصب حب” في قرطبة جرى نقش بيتين ينسبان إليها، كتذكير شعري لارتباطها بزميلها ابن زيدون. ورغم اختلافهما كان جبران ومي مرتبطين بعلاقة حب معلقة، قبل أن يتم انقطاعها بحدة.

تمتلك هاتان الأديبتان إرثا أدبيا يتجاوز الزمن والمكان، ورغم اختلاف طبيعة انتهاء العلاقات الأدبية التي جمعتهما، تبقى قصة تنافسهما على قلوبهما محفورة في تاريخ الأدب العربي.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.