رواية “باتشينكو” للمؤلفة الكورية الأمريكية مين جين لي حصلت على مكان في قائمة أفضل 100 كتاب في القرن الحادي والعشرين وحلت في المركز الخامس عشر. الرواية الثانية للكاتبة، نُشرت في عام 2017، وتعتبر رواية خيالية تاريخية تروي قصة عائلة كورية تهاجر إلى اليابان وتواجه التحديات بسبب العنصرية والتمييز. تتناول الرواية جوانب من التجربة الكورية في اليابان خلال القرن العشرين.
تبدأ القصة بعبارة “لقد خذلنا التاريخ، ولكن لا يهم”، حيث تسرد لي رحلة عائلة كورية عبر أربعة أجيال مرت بالحروب والاستعمار والصراعات الشخصية. في المراحل الأخيرة من الرواية، يعيش الشخصية الرئيسية، نوبيو بان، في ناغانو باليابان عام 1969، حياة هادئة ومتواضعة مع عائلته ووظيفته كمدير لكازينو، حيث يلعب الزبائن على آلات الباتشينكو.
يرتبط نوبيو بزوجته عاطفياً ويحاول جاهداً تقديم نفسه كشخص ياباني، لكنه يخفي سرًا مدمرًا يتعلق بهويته الحقيقية ككوري مولود في البلاد. يعكس نوبيو صراعه الشخصي بين قبول هويته وخوفه من الكشف العلني عنها، مما يضفي على الرواية عمقًا نفسيًّا وتأمليًا.
تسلط “باتشينكو” الضوء على التجربة الكورية في اليابان وتناولها لقضايا التمييز والهوية والصراعات الشخصية بشكل مباشر وجريء. تقدم الرواية رؤية شاملة لحياة الشخصيات الرئيسية وتحمل رسائل قوية حول الانتماء والهوية الثقافية.
من خلال أسلوبها الشيق والمؤثر، تنجح مين جين لي في إبراز تجربة الهجرة والتغيير الثقافي والصراعات الداخلية بشكل ملحمي وعميق. تعكس الرواية تفاصيل دقيقة من الحياة اليومية للشخصيات وتقدم تحليلًا عميقًا للعلاقات الأسرية والهوية الشخصية في سياق تاريخي معقد.
بفضل قدرتها على توصيل رسائلها بشكل شديد الجاذبية وإلهام القراء، حققت “باتشينكو” نجاحًا كبيرًا وحصدت إعجاب النقاد والقراء حول العالم. تعد هذه الرواية إضافة قيمة للأدب العالمي وتستحق المكانة البارزة التي حصلت عليها ضمن قائمة أفضل الكتب في القرن الحادي والعشرين.
