قام المتمردون بشن هجمات حول بلدة ذات كثافة سكانية عالية في إقليم شمال كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية. حيث ينشط العديد من الحركات المسلحة في هذه المنطقة. وقد سيطرت حركة “إم 23” على بلدة كيرومبا وكانيابايونغا في وقت سابق، وهما بلدتان تستضيف آلاف النازحين. وقد زعمت الحركة أن القوات الحكومية هاجمت مواقعهم حول كيرومبا وأن القتال ما زال مستمرًا. وأكد الجيش الكونغولي وقوع اشتباكات مع الحركة في قرية كيكوفو.
قوات حركة “إم 23″، التي يقودها التوتسي، تشن تمردًا جديدًا في الكونغو الديمقراطية منذ عام 2022. وقد اتهمت السلطات الكونغولية، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وحكومات غربية أخرى رواندا بدعم الجماعة. ورفضت رواندا هذه الاتهامات وقد تسببت في توتر العلاقات بين البلدين. ووجه تقرير أممي آخر اتهامات بدعم المتمردين إلى أوغندا، إلا أن كمبالا نفت هذه الادعاءات.
منذ العام الماضي، فقد زادت الحكومة الكونغولية جهودها العسكرية لمواجهة المتمردين وجبرهم على التراجع. وبالرغم من توقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار، إلا أنها لم تحقق النجاح المطلوب. وقد ادى الصراع إلى نزوح أكثر من 1.7 مليون شخص في شمال كيفو وارتفاع عدد النازحين الكونغوليين بسبب الصراعات المتعددة ليصل الى 7.2 مليون شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
تستمر القتالات والاشتباكات بين الجيش الكونغولي وحركة “إم 23″، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية التي تشهدها الكونغو الديمقراطية. ويعاني العديد من النازحين من نقص في الموارد الأساسية مثل المأكل والشرب والإسكان. وتظل التحديات الإنسانية كبيرة في ظل استمرار الصراعات والتوترات بين الأطراف المتنازعة.
من المهم بذل مزيد من الجهود من قبل المجتمع الدولي لوقف هذه النزاعات والتهدئة الوضع في الكونغو الديمقراطية. ينبغي التركيز على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد وضمان حقوق الإنسان لجميع السكان. كما ينبغي تقديم المساعدة الإنسانية الضرورية للنازحين والمتضررين من النزاعات للمساعدة في تحسين أوضاعهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية.