في مسرحية “عطيل” لشيكسبير، يتم تمثيل الشخصية الشريرة “ياجو” الذي يستخدم المكر كأداة قوية لخداع الآخرين وتغيير مسار الأحداث، حيث نجح في تسبب وفاة البطل “عطيل” وزوجته ديدمونة. وبالرغم من عدم وجود دليل على قراءة هذه المسرحية من قبل المدرب الكرواتي سلافن بيليتش، إلا أنه استخدم المكر لمنع منافسه الفرنسي لوران بلان من المشاركة في مباراة مهمة لفريقه.
بلان الذي ولد في نوفمبر 1965، كان يحلم بالمساهمة في تطوير كرة القدم في فرنسا ورفع اسم بلاده عاليًا في البطولات الدولية. وبفضل شخصيته الرائعة وسجله النظيف بدون أي بطاقات حمراء حتى سن الـ32، حصل على لقب “الرئيس”. وفي نصف نهائي كأس العالم عام 1998، تعرض لطرد مثير بسبب خداع بيليتش ولكنه رفض الاعتراف بالذنب.
بعد طرده، نجح الفرنسيون في الفوز بالمباراة والوصول إلى النهائي، ورغم محاولات الطعن في قرار الحكم، إلا أنهم فشلوا في استعادة فرصة بلان للمشاركة في النهائي الذي كان حلمًا له. وبعد سنوات، التقى بيلان وبيليتش في مباراة تجريبية كمدربين لمنتخباتهم وانتهت بالتعادل.
رغم المواجهة السابقة بينهما، أكد بيلان أنه سيصافح بيليتش بدون تردد وأنه يعتبر الحادثة المونديالية شيئًا من الماضي. ومع انطلاق الموسم الجديد، ينتظرهما مواجهتان أخريان في دوري روشن السعودي في نوفمبر، وسيُرى ما إذا كانت الدبلوماسية ستظل سائدة أم سيتغير وضع بيلان في مواجهة بيليتش.
يبقى السؤال حول مدى تأثير المكر والخداع في عالم كرة القدم، حيث يمكن أن يؤدي الانتهاكات اللعب النظيف والأخلاق المهنية إلى خسارة فرص عظيمة للفرق واللاعبين. ومن الواضح أن تلك الواقعة بين بيلان وبيليتش تظهر أهمية النزاهة والعدل في اللعبة لضمان تحقيق العدالة والكرامة للجميع في الميدان.
