وفي نهاية المطاف، بعد معارك مريرة وصراعات شرسة، اضطر سكان سلمة لمغادرة بلدتهم بدون عودة، خوفًا من المذابح اليهودية والحفاظ على أرواحهم. ودخلت القوات الصهيونية بسرعة إلى البلدة، وتركوا وطنهم وأراضيهم خلفهم. ولكن رجال سلمة لم يقنطوا، بل شاركوا في المعارك التي وقعت في البلدات المجاورة، وظلوا مقاومين حتى النهاية.
ومع سقوط سلمة في أيدي الصهاينة، تشتت سكانها إلى عدة مدن عربية، مثل رام الله ونابلس وقلقيلية وأريحا وغزة وعمّان والزرقاء ومأدبا وإربد، بعضهم حتى هاجروا إلى العراق. وكانت بلدة سلمة تحتضن حوالي 12 ألف نسمة في نهاية فترة الانتداب البريطاني، وقد شهدت واحدة من أهم ملاحم المقاومة خلال حروب النكبة وبعد قرار التقسيم.
وبذلك تحوّلت سلمة، التي كانت موطنًا للصحابي سلمة بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي، إلى رمز للصمود والشجاعة في مواجهة العصابات الصهيونية المسلحة. ورغم الصعوبات التي واجهها أهالي البلدة، إلا أنهم تمكنوا من الصمود والقتال بكل شجاعة حتى اللحظة الأخيرة.
ويظهر من تاريخ سلمة كيف استطاعت هذه البلدة الصغيرة أن تثبت أنها قادرة على مواجهة التحديات الصعبة وعلى مقاومة القوى العدوانية. وبالرغم من أنها خاضت معارك شرسة وتحملت صعوبات كبيرة، إلا أنها بقيت حتى النهاية ترفع راية المقاومة والصمود ضد الظلم والاحتلال.
وهكذا، تظل سلمة خير عبرة للأجيال القادمة، تروي قصة الصمود والكفاح من أجل الحرية والكرامة، وكيف يمكن للعزيمة الصلبة والوحدة والتضحية أن تحقق النصر حتى في ظل أصعب الظروف. فتاريخ سلمة يظل خالدًا، يروي قصة شجاعة أبناء البلدة واستعدادهم للتضحية من أجل وطنهم وحقوقهم المشروعة.
رجال قرية سلمة.. يوم استولوا على أحياء في تل أبيب
مقالات ذات صلة
مال واعمال
مواضيع رائجة
النشرة البريدية
اشترك للحصول على اخر الأخبار لحظة بلحظة الى بريدك الإلكتروني.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.